أجمع المتدخلون خلال حفل تأبيني للمقاوم المغاربي الراحل، حافظ بن راجح إبراهيم، أقيم مساء أمس الخميس بالرباط، على أن الفقيد يعد أحد الرموز المشرقة والشخصيات الوازنة التي طبعت بأعمالها البطولية السجل الحافل للحركات التحررية بالمنطقة المغاربية. واعتبر المتدخلون خلال هذا الحفل التأبيني، الذي أقامته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، أن المحطات الكفاحية التي خاضها حافظ بن راجح إبراهيم، المقاوم التونسي ذي الروح المغاربية القوية، إلى جانب ثلة من أعلام النضال المغاربي، تشهد على إيمانه الراسخ بحتمية توحد بلدان المغرب العربي، اعتبارا لوحدة مصيرها وتاريخها النضالي المشترك. وأوضحوا خلال هذا الحفل، الذي عرف حضور ثلة من الشخصيات الوطنية والمغاربية من عوالم السياسة والثقافة والفكر، والتي ضمت على الخصوص، الوزير الأول السيد عباس الفاسي، ووزير الدولة السيد محمد اليازغي، ورئيس مجلس المستشارين السيد محمد الشيخ بيد الله، والمندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكتيري، أن الفقيد لم يذخر أي جهد في إمداد حركات التحرير التونسية والمغربية والجزائرية بكافة أشكال الدعم المادي والمعنوي، لا سيما من خلال تزويدها بالسلاح والعمل على التنسيق بين قياداتها. من جهة أخرى، سجل المتدخلون خلال هذه الذكرى الأربعينية التي عرفت كذلك حضور السيد الهادي بكوش الوزير الأول التونسي الأسبق وعضو مجلس المستشارين ممثلا للرئيس التونسي، وحشد من رجالات المقاومة وأعضاء جيش التحرير بالمغرب والمنطقة المغاربية، أن حافظ بن راجح إبراهيم الذي كان ينعت من طرف المقربين إليه ومجايليه ب` " جندي شمال إفريقيا المجهول"، يعد رمز كفاح مشترك لكافة الدول المغاربية التي يتعين أن تستحضر مسيرته النضالية على غرار باقي أسماء المقاومة على المستوى القطري. وفي كلمة بالمناسبة، قال السيد مصطفى الكتيري إن المرحوم كان يعتبر أحد الركائز الأساسية والدعامات القوية والراسخة لحركات التحرير الوطني في شمال إفريقيا بالخارج، سواء بالنسبة لتونس أو الجزائر أو المغرب، مشيرا إلى أنه كان يشكل سندا داعما للحركة المغربية والحركة الجزائرية بشتى أشكال وصيغ المساندة. وأضاف أن الراحل كان إلى جانب رموز وأعلام المغرب، حاضرا بكل رصيده الفكري والنضالي وبعد نظره وشجاعته ومواقفه وقدرته على التخطيط والاستشراف والعمل الميداني، مسجلا أنه كان قد حظي بالإنعام السامي لجلالة الملك محمد السادس عليه سنة 2005، بوسام المكافأة الوطنية من درجة قائد. من جهته، سجل السيد الهادي بكوش في كلمة باسم الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، أن إحياء الذكرى الأربعينة لوفاة المقاوم حافظ بن راجح إبراهيم بالمغرب الذي أكن له حبا كبيرا لا يقل عن حبه لبلده الأم تونس، يكتسي دلالة خاصة تحيل على مدى التقدير والإشادة الذين يحظى بهما من طرف المملكة، مشيرا إلى أنه كان شديد الإعجاب بالمسيرة الكفاحية التي قادها بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه في سبيل تخليص البلاد من نير وسطوة الاحتلال. وأكد السيد بكوش أن الراحل ظل يصبو بعد تحقق حلمه المتمثل في انعتاق دول المغرب العربي من قيد الاستعمار، إلى توحدها في كيان منسجم يتيح تحقيق التكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي المنشود. يذكر أن الراحل حافظ بن راجح إبراهيم، الذي وافته المنية يوم 11 يوليوز المنصرم بمدريد عن سن تناهز 94 سنة، ولد بقرية إيكودا على الساحل التونسي سنة 1916، ليفتح عينيه في بيت عرف بالمقاومة والنضال، حيث مكنه نبوغه وتميزه من مواصلة مسيرته التعليمية بدراسته للطب في فرنسا ليتوجه بعد ذلك للعمل في إسبانيا، حيث واصل مسيرته الكفاحية إلى أن تحقق حلم الدول المغاربية بنيلها للاستقلال.