يتوجه غدا السبت نحو ثلاثة ملايين مواطن ليبي الى مراكز الاقتراع لانتخاب ممثليهم ب"المؤتمر الوطني العام"٬ في أول استحقاق ديمقراطي يشهده البلد منذ أزيد من أربعة عقود. ويعقد الليبيون على الموعد الانتخابي الهام الذي يتوج نضالات وتضحيات جسام آمالا عريضة في انبثاق عهد جديد ترسى فيه هياكل دولة المؤسسات وتصان فيه حرية وكرامة الإنسان. وعشية الانتخابات توجه رئيس الحكومة الانتقالية الليبية٬ عبد الرحيم الكيب٬ بكلمة الى الشعب الليبي أكد فيها أن هذا الاقتراع الذي سيخوضونه "بعد أن دفعوا شهداء ودماء وجرحى ومفقودين وخاضوا حربا ضروسا ضد الظلم من أجل الوصول إليها" سيفضي الى ولادة "دولة ليبيا الجديدة٬ دولة الدستور والقانون والمؤسسات"، وفق وكالة الأنباء المغربية. وقال الكيب إن ليبيا بلاده تواجه تحديات جديدة عنوانها "العبور من الثورة إلى الدولة"٬ مشيرا الى أن من بين أهداف العبور٬ "بناء مؤسسات الدولة ومسارها عبر التضامن الوطني". ودعا الليبيين إلى الاستنفار اليوم أكثر من أي وقت مضى لتحدي مرحلة البناء "التي لا تقل عن مرحلة تحدي التحرير"٬ مشيدا ب "شجاعة وبسالة الشعب الليبي والقدرة التي تميز بها في تحطيم الطغيان". ويخوض غمار هذه الانتخابات 2500 مرشحا فرديا و1202 مرشحا عن الأحزاب السياسية في 13 دائرة انتخابية. وستفرز الانتخابات مجلسا منتخبا (المؤتمر الوطني العام) يضم 200 عضوا 80 منهم يمثلون الاحزاب السياسية٬ وسيحل محل المجلس الوطني الانتقالي المؤقت. وستناط بالمؤتمر الوطني العام مهمة تشكيل حكومة مؤقتة وهيئة تأسيسية لوضع دستور للبلاد سيطرح على استفتاء شعبي. واختتمت في منتصف الليلة الماضية الحملة الانتخابية الخاصة بهذا الاقتراع التي استخدم فيها المرشحون الفرادى والهيئات السياسية مختلف وسئل الاتصال بالناخبين من توزيع للمنشورات والملصقات وعقد تجمعات ولقاءات انتخابية ووصلات دعائية عبر مختف وسائل الإعلام. وأعلنت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات يومه الجمعة وغدا السبت "فترة صمت انتخابي" يحظر خلالها على المرشحين القيام بأي أنشطة من شأنها كسب أصوات الناخبين وكذا بث أي دعاية انتخابية على وسائل الاعلام العمومية. وأوضحت المفوضية أن "فترة الصمت الانتخابي" تتيح للناخبين التفكير بروية في من سيختارونه٬ مشيرة الى أن نتائج الاقتراع ستعلن أولا بأول من خلال المركز الإعلامي الذي أحدث لهذا الغرض.