قال مسؤول رفيع في الأممالمتحدة إن أفراد القبعات الزرق المغاربة الذين يعملون تحت لواء الأممالمتحدة في إطار عمليات حفظ السلام٬ لا سيما بالكوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية٬ ومؤخرا في سورية٬ مهنيون حقيقيون "ويحظون بترحيب كبير" في الميدان. وأوضح مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بعمليات حفظ السلام هيرفي لادسوس٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ التي أوردت الخبر، أن "القوات المغربية تضطلع بدور هام في عمليات حفظ السلام٬ وتلقى ترحيبا كبيرا في الميدان"٬ مشددا على أن الأممالمتحدة "سعيدة جدا" بوجود مغاربة ضمن قوات حفظ السلام٬ وأشاد بحرارة بكل الذين لقوا حتفهم في عمليات الأممالمتحدة لحفظ السلام. ويعود وجود القوات المغربية ضمن بعثات الأممالمتحدة لحفظ السلام إلى سنة 1960٬ إذ عمل الجنود المغاربة في الكونغو٬ على وجه الخصوص٬ وفي أنغولا والصومال وكمبوديا٬ كما كان المغرب حاضرا في هايتي من خلال قوات الشرطة. وأضاف المسؤول الأممي٬ بمناسبة تخليد الأممالمتحدة لليوم العالمي للقبعات الزرق٬ "لقد رأيت العناصر المغربية٬ مؤخرا٬ وهي تعمل في الميدان في ظروف صعبة للغاية٬ بالكوت ديفوار في جهة توليبلو وفي الكونغو٬ من أجل استقرار وأمن هذين البلدين٬ واستتباب السلم والأمن في هذه المناطق". وذكرت إدارة الأممالمتحدة المكلفة بعمليات حفظ السلام أنه "اعترافا بالجهود التي يقوم بها الجنود المغاربة ضمن قوات حفظ السلام الأممية٬ فقد تم توشيح أفراد تجريدة القوات المسلحة الملكية العاملة بالكوت ديوفوار مرتين٬ في عامي 2006 و2008٬ بوسام الأممالمتحدة". وأضافت فمن خلال تجريدة مكونة من نحو 1600 عسكري يتواجدون حاليا ضمن بعثتين أمميتين لحفظ السلام بكل من الكونغو والكوت ديفوار٬ ومؤخرا ضمن بعثة الأممالمتحدة للمراقبة بسورية٬ فإن المغرب يعد أحد أهم البلدان المساهمة في هذا المجال ٬ متبوئا المرتبة ال 17 من أصل 120 بلدا. وأشارت إلى أن التجريدة ٬ الموزعة على كتيبتين من 726 و853 فردا من القبعات الزرق٬ على التوالي٬ بكل من الكوت ديفوار والكونغو٬ واللتين تعتبران من بين البعثات الرئيسية للأمم المتحدة٬ تؤدي مهمتها في ظروف صعبة للغاية٬ إذ يتعين عليهم مواجهة جيش الرب للمقاومة في شمال شرق الكونغو٬ الذي ينشر الرعب أيضا في أوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان. وأوضحت أن الجماعات المسلحة ترتكب٬ منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي٬ مذابح في حق السكان وأعمال وحشية في حق المدنيين العزل٬ مشيرة إلى أن جيش الرب للمقاومة قام بإبادة الآلاف من المدنيين في شمال شرق الكونغو الديمقراطية. وأضافت أن مهمة التجريدة المغربية تتمثل في مساعدة القوات الكونغولية في محاربة هذه الجماعات المتمردة الكثيرة التنقل٬ والتي تمت إدانة زعيمها جوزيف كوني من قبل المحكمة الجنائية الدولية٬ مشددة على الطبيعة الشاقة لهذه البعثة٬ أما في سورية فقاد أول فريق للمراقبين في أبريل الماضي٬ ٬ قبل انتشار بعثة الأممالمتحدة٬ العقيد حميش٬ وهو "ضابط مغربي خبير" . كما نوه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة المكلف بعمليات حفظ السلام بالتعاون الممتاز القائم بين المغرب والأممالمتحدة فيما يتعلق بعمليات حفظ السلام٬ مشيدا بالشفافية التامة التي تسود بين الطرفين٬ مضيفا أن المغرب٬ بصفته منسقا لحركة عدم الانحياز بالنسبة لعمليات حفظ السلام٬ منخرط أيضا في عملية الإصلاح والتفكير حول حفظ السلام داخل الأممالمتحدة. *تعليق الصورة: العقيد المغربي احمد حميش يقود فريق مراقبي الاممالمتحدة بسوريا-ارشيف