تم مساء أمس الثلاثاء، بمقر منظمة الأممالمتحدة بنيويورك، تدشين معرض للصور يؤرخ لنصف قرن من انخراط القوات المسلحة الملكية المغربية لفائدة حفظ السلام في العالم تحت رعاية الأممالمتحدة. وقد تم إبراز مغزى وأبعاد هذا المعرض من طرف الممثل الدائم للمغرب لدى الاممالمتحدة السيد محمد لوليشكي، وكذا كيم يون سو المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وتميز حفل تدشين هذا المعرض الذي نظم تحت شعار (المغرب:أكثر من 50 سنة في خدمة السلام في العالم) بحضور سفراء الدول الأعضاء بالأممالمتحدة، وممثلي الأمين العام الاممي وخاصة منهم المكلفون بحفظ السلام ودعم مهمات الأممالمتحدة، وبلوماسيون وملحقون عسكريون، وكبار الموظفين المغاربة بهيئة الأممالمتحدة، وممثلو وسائل الإعلام . وأكد الممثل الخاص للأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة أن هذا المعرض يعكس "انخراط المغرب طيلة عدة عقود في قضايا عمليات حفظ السلام"، وأعرب عن تقديره البالغ لمساهمة المملكة في هذه المهمة النبيلة، مشيدا ب"الالتزام المستمر للمغرب الذي يعمل ليس فقط لفائدة عمليات حفظ السلام ويساند القضايا الكبرى للانسانية وبرامج الأممالمتحدة". ويبرز المعرض الذي يستمر حتى 15 من الشهر الجاري مساهمة تجريدات مغربية بشراكة مع الأممالمتحدة لفائدة قيم السلم والأمن، وكذا عمله من أجل القضايا الانسانية في مناطق نزاع مختلفة سواء في إفريقيا أو آسيا أو أوروبا أو أمريكا مثل الكونغو والصومال وكوت ديفوار والكومبودج وكوسوفو والبوسنة والهرسك وهايتي. وأكد السيد لوليشكي في هذا الصدد المشاركة النوعية والمستمرة للمملكة في عمليات لحفظ السلام من خلال نشر نحو 50 ألف من القبعات الزرق. وأشار في هذا الصدد إلى أن مشاركة المغرب في بعثة الأممالمتحدة بهايتي في 2005 كانت استثنائية على عدة مستويات خاصة وأنها المرة الأولى التي شاركت فيها قوات من بلدين هما المغرب وإسبانيا في تجريدة واحدة . وأضاف السيد لوليشكي في كلمته بمناسبة هذا المعرض الذي يأتي على هامش مشاركة المغرب في الدورة ال66 للجمعية العامة المتحدة ، أن المغرب الذي يعد بلدا رائدا في مجال عمليات حفظ السلام كان دوما مهتما بمواكبة التنمية وتطور بعثات السلام. وفضلا عن صور تعكس مختلف أوجه مساهمة التجريدات المغربية في إطار بعثات الأممالمتحدة، وخاصة حماية المدنيين، والتربية، ومراقبة الانتحابات، ونزع الالغام ، يضم المعرض أيضا ميداليات وأوسمة قدمت لعناصر القبعات الزرق المغاربة تقديرا لهم على تفانيهم وشجاعتهم ومهنيتهم. كما يتضمن المعرض لائحة بأفراد القوات المسلحة الملكية الذين قضوا خلال أداء مهامهم في إطار العمل من أجل إعلاء القيم النبيلة للأمم المتحدة. وقد تميز هذا الحفل بالترحم على أرواح العسكريين المغاربة الذين سقطوا في ساحة الشرف من قبل ممثلي المغرب والأممالمتحدة، ووضع أكليل من الزهور على لوحة تضم أسماء الشهداء المغاربة . وتجدر الإشارة إلى أن المغرب شارك لأول مرة في عملية لحفظ السلام في 1960 للحفاظ على الوحدة الترابية للدولة الكنغولية الفتية أنذاك، حيث شارك 3200 من القبعات الزرق في هذه العملية، وهو ما جسد إرادة المملكة في تعزيز استقلال الدول الافريقية والحفاظ على وحدتها الترابية والوطنية. وتدريجيا، ومن خلال مساهماتها المستمرة في بعثات حفظ السلم للأمم المتحدة، أصبحت المملكة من بين البلدان التي لها مساهمة في عمليات القبعات الزرق في الفضاء الفرنكفوني حيث تحتل حاليا المرتبة ال14 من بين 115 بلدا مساهما بقوات لدى الاممالمتحدة. ويعد المغرب البلد العربي والافريقي الوحيد الذي شارك بشكل فعال في عمليات حفظ السلام وفي مهام في إطار الحلف الاطلسي وأوروبا كما أوضح السيد لوليشكي الذي أكد أن ذلك يعكس إرادة المملكة في المساهمة في الجهود الدولية لتدبير الأزمات وتسوية النزاعات.