أبرز السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأممالمتحدة السيد محمد لوليشكي ، يوم الثلاثاء، المساهمة والانخراط التام للمغرب في الدفاع عن قضايا السلم في العالم، مذكرا بمختلف المهام التي شاركت فيها القوات المسلحة الملكية منذ نحو50 عاما. وقال السيد لوليشكي في افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية بمقر الأممالمتحدة بنيويورك يؤرخ لمساهمة المملكة في مهام الأممالمتحدة لحفظ السلم، «إن القبعات الزرق المغربية عملت دوما إلى جانب الأسرة الدولية المكلفة بحفظ السلم, من أجل عالم خال من النزاعات والحروب». وفي هذا الصدد، ذكر بأن «انخراط القوات المسلحة الملكية في مهام حفظ السلم عبر العالم بشراكة مع الأممالمتحدة بدأ بالكونغو منذ سنة1960، ولم يتوقف منذ ذلك التاريخ، حيث جعلت هذه القوات من معركة إحلال السلم عملا مستمرا من أجل عالم أفضل». وأضاف أن المغرب أرسل تجريدات إلى مختلف بؤر التوتر في العالم كما هو الشأن بالنسبة للصومال وأنغولا وكامبودج والبوسنة وكوسوفو وهايتي والكوت ديفوار، وشارك في عمليات مراقبة وقف إطلاق النار، وساهم في إصلاح جهاز الشرطة أو النظام القضائي، ونزع أسلحة المقاتلين القدامى، ودعم عودة الأشخاص المرحلين أو اللاجئين، وكذا تقديم مساعدة طبية. وتابع السيد لوليشكي أن «التزام وجاهزية القوات المسلحة الملكية في تقديم تضحيات جسام لإقرار السلم، ليعد أفضل تعبير عن روح التآزر والتضامن التي تتحلى بها هذه القوات، وعن الحس الإنساني الذي يشكل حافزا بالنسبة لها». ومن جهة أخرى، اعتبر السيد لوليشكي أن هذا المعرض الفوتوغرافي هو تتويج لسلسلة من التظاهرات التي نظمت بالمغرب قبل سنة تخليدا للذكرى ال60 لعمليات حفظ السلم، مضيفا أن المعرض يأتي أيضا للتعريف «بحصيلة المنجزات التي تحققت عبر رؤية مشتركة وانخراط فعال منذ50 سنة بشراكة مع الأممالمتحدة». وأشار إلى أن المعرض الذي يأتي عشية تخليد اليوم العالمي للأمم المتحدة لحفظ السلم, هو مناسبة للتنويه والإشادة بالأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل عالم يسوده السلام والأمن والتفاهم. من جهته، ذكر الجنرال دوبريغاد الحسين بنميمون بأن انخراط القوات المسلحة الملكية في عمليات حفظ السلم منذ1960 ، دليل على «التزام المغرب بالدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية والمساواة». وسجل أنه «سواء تعلق الأمر بالكونغو أو الكوت ديفوار أو البوسنة والهرسك أو كوسوفو أو هايتي، أو بمختلف المناطق التي تنتشر فيها قواتنا، فإن هذا الحضور الميداني إلى جانب أمم صديقة، مكن من إقرار السلم والاستقرار وتهيئة الظروف الملائمة لظهور مؤسسات ديمقراطية وشرعية وحرة». واعتبر الجنرال دوبريغاد أن الهدف من المعرض الذي ينظم لأول مرة داخل مقر الأممالمتحدة، هو إبراز هذه المشاركة عشية تخليد اليوم العالمي لحفظ السلم للأمم المتحدة. ويؤرخ المعرض الذي ينظم تحت شعار «تاريخ حافل لانخراط القوات المسلحة الملكية المغربية في عمليات حفظ السلام،49 سنة من التفاني في خدمة السلم والأمن العالمين» ، لنصف قرن من انخراط هذه القوات في عمليات حفظ السلم تحت مظلة الأممالمتحدة. وقد تميز حفل التدشين بحضور كل من الأمينين العامين المساعدين للأمم المتحدة في عمليات حفظ السلم ألان لوروي, وفي الإعلام والتواصل كيوتاكا أكاساكا، وعدد من الدبلوماسيين والملحقين العسكريين للدول الأعضاء في الأممالمتحدة, ضمنهم أطر أممية من جنسية مغربية، وممثلو وسائل إعلام، وشخصيات أخرى.