أكد محمد اليازغي، القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن معارضة حزبه "ستكون بناءة بأساليب وميكانيزمات جديدة" مبرزا أن أولوية الاتحاد الاشتراكي في المرحلة المقبلة هي إعادة ترتيب البيت الداخلي للحزب. وقال اليازغي في حديث لصحيفة "المساء"، نشرته اليوم الجمعة، ان الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ينتظر البرنامج الذي ستتقدم به الحكومة "وآنذاك سيكون للاتحاديين موقف واضح". وأضاف في هذا السياق "سنرى ان كانت الحكومة بتركيبتها ورئاستها قادرة على تفعيل الدستور الجديد"، مشددا على أن الحزب لن يعارض القرارات الايجابية في مجال محاربة الفساد ومواصلة الأوراش الكبرى والعمل لصالح الفئات الشعبية، لكنه سيقف ضد "ما نعتبره مسا بالحريات الفردية والجماعية أو مسا بمصلحة الشعب المغربي". وأوضح اليازغي أن الذي يعتقد بان الاتحاد سيقوم بالمعارضة كما كان يفعل في الماضي مخطئ، فالاتحاد في مرحلة جديدة، والبلاد لها دستور جديد، وما هو مطروح هو تفعيل هذا الدستور، هذا هو المطروح في هذه المرحلة لان المعارضة القديمة لا يمكن ان ترجع، لذا لا يمكن ان تكون هناك سوى معارضة جديدة باساليب جديدة وميكانيزمات جديدة. وحول أولويات الحزب في المرحلة المقبلة، أشار القيادي الاتحادي الى أن على الاتحاد الاشتراكي أن يفكر في اعادة ترتيب البيت الداخلي والانفتاح على كل الاشتراكيين الذين قال ان "بيتهم هو الاتحاد". وعلى صعيد آخر، اعترف اليازغي بأن "الكتلة الديمقراطية "لم تتوصل الى اتفاق بين مكوناتها بخصوص حسم المشاركة في الحكومة رغم اللقاءات المتعددة للأمناء العامين للأحزاب الثلاثة. وأبرز أنه كان هناك تحليل مختلف، موضحا أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية "انطلق من أن أي حزب في "الكتلة الديمقراطية" لم يتصدر المشهد السياسي بعد الانتخابات وبالتالي لا يرى التعامل مع أي قطب آخر، والناخبون كان أمامهم القطب الديمقراطي وقطب العدالة والتنمية وقطب مجموعة الثمانية فكانت الصدارة للعدالة والتنمية". لكنه رفض التسليم بنهاية الكتلة الديمقراطية وقال إنه "رغم أن المواقف من المشاركة في الحكومة كانت مختلفة فان ميثاق الكتلة مازال ساري المفعول"، ثم عاد ليتوقع أن "نشاط الكتلة سوف يشهد نوعا من الركود في المرحلة المقبلة". وبخصوص وصول الحزب الشعبي اليميني الى الحكم في اسبانيا وعلاقته مع المغرب، قال اليازغي، ان اسبانيا في وضع مأساوي الآن ولديها خمسة ملايين عاطل عن العمل، واتخذت قرارات تقشفية صعبة أدت الى هزيمة الحزب الاشتراكي وصعود اليمين، وما هو مطروح أمام الحزب الشعبي هو هذه الوضعية وكيف سينقذ الاقتصاد، واذا كانت هناك ازمة ستكون كارثية على اسبانيا وليس على المغرب.