راهنت ثلاثة أحزاب يسارية مغربية، هي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وحزب التقدم والاشتراكية، وجبهة القوى الديمقراطية، على العمل الوحدوي كخريطة طريق نحو بناء مغرب الغد من خلال قطب يساري قوي،وذلك في ندوة مشتركة نظمتها مساء أمس الجمعة بالرباط، حول موضوع " اليسار ومغرب المستقبل". واستهل الندوة زعماء الأحزاب اليسارية الثلاث، عبد الواحد الراضي، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ونبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، والتهامي الخياري الكاتب الوطني لجبهة القوى الديمقراطية، بإلقاء كلمات تركزت في مجملها حول ضرورة ترسيخ أسس التوجه نحو تعزيز الجهود الرامية لتقوية صفوف أحزاب اليسار في الساحة السياسية المغربية، والعمل من اجل تفعيل مقتضيات الدستور الجديد. وفي هذا الإطار، أبرز الراضي أهمية قيام يسار قوي بوحدته،مؤهل لتعبئة الموطنين لمواجهة تحديات المستقبل،داعيا أحزاب اليسار إلى مواصلة دورها التاريخي في نشر قيم الحداثة في المجتمع المغربي. وبدوره تحدث نبيل بنعبد الله،بتفصيل في هذا الموضوع، مشيرا إلى أن هذا اللقاء الذي يضم الأحزاب اليسارية الثلاثة، يشكل منطلقا أساسيا نحو إقامة قطب يساري قوي،سيساهم فعالية في تنزيل الدستور الجديد، ومن شانه كقوة اقتراحية،أن يبلور مشروعا مجتمعيا متجاوبا مع تطلعات المواطنين،قادرا على الدفاع عن قيم اليسار ومبادئه الهادفة لنشر العدالة الاجتماعية. وقال التهامي الخياري، إنه واثق من قدرة اليسار على تحمل مسؤوليته في هذه المرحلة الحاسمة التي يجتازها المغرب، والاضطلاع بدور أساسي في تجسيد الإصلاحات التي جاء بها دستور فاتح يوليوز، ورفع التحديات التي يواجهها المغرب ،منوها بهذا اللقاء الذي يجمع بين الأحزاب الثلاث، كإطار للتفكير الجماعي لتنسيق المواقف السياسية برسم المستقبل. واشتملت الندوة على مداخلات لثلاثة أعضاء من المكاتب السياسية للأحزاب اليسارية الثلاث، هم الحبيب المالكي، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وسعيد الفكاك، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكي، وعمر الحسني، عضو المكتب التنفيذي لجبهة القوى الديمقراطية،من خلال محاور أساسية تحدثوا فيها بتركيز شديد حول متطلبات المرحلة. وأبرز هؤلاء المتخلون، بصفة عامة، "أن الحاجة إلى اليسار مازالت ضرورة وملحة،" مؤكدين على أن وحدة اليسار هي القادرة على ترجمة مضامين الدستور بشكل ملموس على أرض الواقع. وأثار عمر الحسني في محور"اليسار والحراك الاجتماعي" ماشهدته الساحة الاجتماعية من تحركات رفعت جملة من المطالب السياسية الداعية إلى الإصلاح ،متوقفا بالخصوص عند تجربة حركة 20 فبراير،وذلك من خلال قراءة موسعة في البعد السياسي للحراك الاجتماعي. واستعرض سعيد الفكاك في محور «اليسار، الهوية، التاريخ والمستقبل» ملامح ومؤشرات من تجربة اليسار في المغرب وتاريخه،،منتقدا بعض التحالفات التي طرأت مؤخرا على الساحة السياسية ،قبيل الانتخابات، واصفا إياها بانها " خلطة استعصت على الفهم"،وقال " إن اليمين يحاول تقمص خطاب اليسار لتمييع الحياة السياسية". وكان اخر المتدخلين هو الحبيب المالكي، الذي تحدث في محور"أي انتخابات في ظل الدستور الجديد؟" قائلا إن هذا اللقاء، الذي انعقد مساء أمس بالمقر المركزي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية،"يتجاوز الظرفية الانتخابية"، داعيا إلى " تحمل المسؤولية لضمان الاستمرارية،"مشيرا إلى "ان ديمقراطية الغد لايمكن أن تتم إلا من خلال يسار قوي كقوة فاعلة في المشهد السياسي".