شعب بريس- متابعة عقد كل من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، والتقدم والاشتراكية، وجبهة القوى الديمقراطية، ندوة مشتركة حول موضوع "اليسار ومغرب المستقبل"، وذلك أمس الجمعة 21 أكتوبر 2011 بمقر الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالرباط. وأكدت الأحزاب الثلاثة في هذه الندوة على أن اللحظة التاريخية الراهنة تتطلب، أكثر من وقت مضى، تكثيف الجهود، والتنسيق من أجل تقوية صفوف أحزاب اليسار، وترسيخ مكانتها في المشهد السياسي الوطني. واعتبرت الأحزاب اليسارية أن العمل الوحدوي يشكل لبنة أساسية لقيام قطب يساري يساهم بفعالية في بناء مغرب المستقبل.
وأكد عبد الواحد الراضي الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، خلال تدخله أن اليسار لعب دورا أساسيا منذ الاستقلال حيث مر المغرب من مرحلة أليمة، تحملت فيها قوى اليسار دورا أساسيا في التطور والتغيير نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، رغم قوة الأجنحة المحافظة التي كانت طاغية على البلاد حينها، والتي بذلت كل ما في وسعها لتجعل المغرب محافظا وليس متقدما، حينها، يضيف عبد الواحد الراضي، أخذ اليسار معركة التحديث والديمقراطية وحقوق الإنسان والدفاع عن حقوق المرأة في المساواة مع الرجل على عاتقه، ودفع ثمنا غاليا لذلك.
وشدد الراضي على أن نضالات نساء ورجال اليسار هي من حققت للمغرب كل هذه المكتسبات التي نعيشها اليوم، والتي بدأت مع حكومة التناوب واستمرت إلى يومنا هذا. مشيرا إلى أن المرحلة المقبلة سترهن مستقبل المغرب لعشرات السنين، لذلك، يقول الكاتب الأول لحزب الوردة، يجب أن نكون كقوى حيّة واعون بالدور الذي يجب أن يلعبه اليسار في المستقبل، وذلك من خلال الحضور القوي والمتميز في المؤسسات من خلال الفوز بالانتخابات القادمة.
من جانبه، أكد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن أحزاب اليسار تمضي في اتجاه تشكيل قطب يساري قوي ومنفتح يساهم بفعالية في تنزيل مضامين الدستور الجديد، مخاطبا اليساريين ب"شعب اليسار" الذي يجب أن يقاوم القوى المحافظة بألوان مختلفة التي تحاول تحريف مشروع الإصلاح وجعله يزيغ عن مساره، لذا، يقول بنعبد الله، يجب تقوية قطب يساري قادر على بلورة مشروع مجتمعي يستجيب لانتظارات المواطنين وتعزيز الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وكذا الدفاع عن القيم الأساسية التي ناضل اليسار من أجلها.
وأضاف، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، أن أحزاب اليسار تبذل جهودا حثيثة حتى تكون قوة اقتراحية حقيقية ترقى إلى مستوى الإصلاحات التي باشرها المغرب، وتتماشى مع المستجدات على المستوى الإقليمي والدولي. مشيرا إلى أن معركة النضال الحداثي التقدمي مرتبطة ب"جينات" الأحزاب اليسارية، فالعدالة الاجتماعية هي من نتاج نضالات اليسار يقول بنعبد الله، والحداثة التي يحاول البعض تقمصها هي من صنع اليسار، والمساواة بين الرجل والمرأة هي من صنع اليسار، وهي كلها قيم يحاول البعض السطو عليها، يقول الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية.
من جهته، عبر التهامي الخياري الكاتب الوطني لجبهة القوى الديمقراطية، عن ثقته في قدرة اليسار على تحمل مسؤوليته في هذه المرحلة الحاسمة التي يجتازها المغرب، والاضطلاع بدور أساسي في تجسيد الإصلاحات التي جاء بها دستور فاتح يوليوز ورفع التحديات التي يطرحها على مغرب القرن 21.