تعهدت شركة الخليج العربي للنفط "اجوكو" الليبية بإعطاء نصف إنتاجها الأولي من الخام لشركة فيتول المتخصصة في تجارة النفط ثمنا للوقود الذي وردته للمعارضة خلال الانتفاضة على الزعيم المخلوع معمر القذافي. وقال أحمد المجبري رئيس مجلس إدارة الشركة في تصريح ل "رويترز" ان فيتول وردت وقودا بأكثر من مليار دولار للمعارضة كثير منه خلال الشهور الأولى من القتال. ودفعت اجوكو بالفعل لفيتول نحو 500 مليون دولار جزء منه نقدي والآخر في صورة نفط خام ونفتا. وقال المجبري في مقابلة بعد زيارة لتفقد الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية في ميناء البريقة النفطي "سنعطيهم نصف الإنتاج الى أن نسدد لهم كل المستحقات". و"أجوكو" من بين أوائل الشركات التي استأنفت إنتاج الخام في ليبيا بعد نحو سبعة أشهر من القتال وتأمل في زيادة الإنتاج سريعا والعودة الى مستويات الإنتاج قبل الحرب في غضون عام. وكانت الشركة مسؤولة قبل الانتفاضة عما لا يقل عن ربع الإنتاج الليبي من النفط الخام الذي كان يبلغ 6ر1 مليون برميل يوميا. واستأنفت الشركة الإنتاج يوم الاثنين للمرة الأولى منذ بدأت الانتفاضة وقالت انها ترسل الخام حاليا الى ميناء طبرق على البحر المتوسط. وتملك ليبيا أكبر احتياطيات من الخام في إفريقيا وكانت تبيع نحو 85 في المائة من صادراتها من النفط الى أوروبا قبل الانتفاضة التي أطاحت بالقذافي. وكانت فيتول وقطر الموردين الوحيدين للوقود الى المعارضة الليبية في الشهور الاولى للانتفاضة لكن ليبيا التي يحكمها المجلس الوطني الانتقالي حاليا أضافت موردين جددا بينهم جلنكور. وينتمي المجبري الى قرية صحراوية صغيرة في شرق ليبيا وعمل للشركة التي مقرها في بنغازي لمدة 25 عاما وتولى رئاستها في فبراير. وهو مسؤول عن مهمة شاقة تتمثل في الحفاظ على الروح المعنوية مرتفعة وإصلاح منشات النفط بعد هجمات تخريبية على المنشات أسفرت عن مقتل 14 شخصا. وهناك تحد آخر وهو ترتيب إمدادات الوقود الحيوية للبلاد للأغراض العسكرية والمدنية في ظل توقف أغلب المصافي عن العمل بسبب نقص الخام وأضرار الحرب. وكانت ليبيا تعتمد حتى في وقت السلم على استيراد المنتجات المكررة مثل البنزين. وكانت المؤسسة الوطنية للنفط المالكة لاجوكو تتولى استيراد الوقود لكن العقوبات الدولية حظرت التجارة مع المؤسسة. وجعل هذا من "اجوكو" القائم الفعلي بأعمال المؤسسة الوطنية للنفط طوال أغلب هذا العام. وقال يونس الفيتوري عضو لجنة الإدارة للاستكشاف والإنتاج في "اجوكو" "كانت هناك بعض القضايا الاستثنائية اضطررنا فيها لإدارة كل شيء. كانت مسؤولية شاقة وقد أبلى بلاء حسنا". والأولوية بالنسبة للمجبري حاليا هي إعادة إنتاج النفط الى مستواه قبل الحرب. وعندما سئل بشأن المدة التي يمكن أن تستغرقها "اجوكو" لعمل ذلك قال "بين تسعة أشهر وعام". وسوف تعتمد سرعة التعافي على أمور بينها متى سيتم إحلال أو تبديل توربينات الكهرباء في الصحراء بعدما هاجمتها قوات القذافي. لكن المجبري قال ان الأضرار التي لحقت بها تمنع إنتاج ما بين 30 ألف برميل يوميا و40 ألفا فقط. وأضاف أن بقية الطاقة الإنتاجية البالغة 420 ألف برميل يوميا يمكن استئنافها بوتيرة أسرع في غضون شهرين الى ثلاثة. وقال ان أعمال الإصلاح في حقل النفط الشرقي لن تمنع الشركة من المضي في خطط لزيادة الإنتاج من حقول جديدة وهو ما يحتمل أن يرفع إنتاج ليبيا في المستقبل فوق مستويات ما قبل الحرب. وكانت اجوكو قد بدأت قبل الحرب حفر آبار جديدة في منطقة سلطان جنوبي بنغازي متصلة بمرفأ الزويتينة التصديري. وقال المجبري ان الآبار الجديدة يمكن أن تنتج 50 ألف برميل يوميا. وكان من المزمع أصلا أن تبدأ تلك الحقول الإنتاج في عام 2012 . وستواصل "اجوكو" التي تأسست من أصول لشركة بي.بي بعد تأميمها في أواخر السبعينات البحث عن النفط في مناطق جديدة بينها مناطق في شرق ليبيا. وقال المجبري "بعد شهرين أو ثلاثة يمكننا بدء التنقيب مجددا. قمنا لتونا بحفر ثمانية آبار قرب الزويتينة".