الدار البيضاء "مغارب كم": حنان غالب مازالت القرى المجاورة لمدينة خريبكة، تعيش على إيقاع احتجاجات العديد من ساكنتها وشبابها الذين انتقدوا الطريقة التي تم اختيار الجزء الأول من المجموعات المرشحة للعمل بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط. واعتبر المحتجون من القرتين المنجميتين "حطان وبوجنيبة " أنه من غير المعقول قبول طلبات أشخاص موجودين بدول أوربية، ويملكون أوراق الإقامة بها، وأيضا آخرين لا يعانون من البطالة بعد أن حصلوا على فرصة عمل في شركات أخرى. وتجددت أعمال الشغب بالقرية المنجمية حطان اليوم، شارك فيها أزيد من 600 شخص، أغلبهم من الأطفال الصغار، وقد استعملت السلطات المحلية القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين. وانطلقت الأحداث التي خلفت خسائر مادية مهمة، مباشرة بعد شيوع خبر عدم توصل أغلبية الشبان "حطان " الذين تقدموا بطلباتهم للمكتب الشريف الفوسفاط استدعاءات تخص ملفات تشغيلهم، عندما تبين لهم أن الاستدعاءات تتضمن، إما الإدماج المباشر، أو القبول من أجل التكوين. وارتفعت حدة غضب العديد من الشباب بالقرية، ليتوجهوا مباشرة نحو مقر الباشوية، وقادوا عمليات تخريب داخلها، وعمدوا إلى تكسير سيارات المواطنين وسيارة للدرك الملكي. كما قامت مجموعات أخرى من الشباب بالهجوم على مركز النادي النسوي التابع للمكتب الشريف وبتحطيم وتخريب أجزاء من المسبح البلدي بالمنطقة والذي كانت تستعد مجموعة الفوسفاط افتتاحه خلال الأسابيع القادمة. يذكر أن المسبح المذكور، تصل تكاليف بناءه إلى أزيد من مليار و50 مليون سنتيم وعلى خلفية هذه الأحداث، اعتقل رجال الدرك بالقرية المنجمية حطان، 5 أشخاص من سكانها، كما تم اعتقال 3 آخرين من طرف رجال الدرك بالقرية المنجمية بوجنيبة، وتأتي هذه الاعتقالات على خلفية أحداث الشغب والتخريب التي عرفتها مدينة خريبكة والقرى المنجمية المحيطة بها، يوم الثلاثاء الماضي. وأكد مصدر مسؤول من داخل إدارة المكتب الشريف للفوسفاط أن المجموعة ماضية في تدبير الإلتزامات التي قطعتها على نفسها قبل أسابيع، وأن عملية إدماج العاملين الجدد تتم وفق الشروط المعمول بها في هذا المجال، ووفق برنامج من المنتظر أن يشمل توظيف 5800 شخص، تلبية الإحتياجات الصناعية والخدماتية بمواقع المجموعة، وتكوين 15 ألف شخص لتعزيز حظوظ التشغيل في مناطق نشاط المجموعة.