عاشت مدينة خريبكة ليلة الثلاثاء على إيقاع أحداث عنف غير مسبوقة، إذ اقتحمت مجموعة من الشباب مقر إحدى المقتصديات التابعة للمكتب الشريف للفوسفاط. كما قاموا باحتلال الطريق الرابطة بين القرية المنجمية التابعة لمكتب الفوسفاط والمدينة. وأرجع بعض سكان المدينة، أسباب عمليات الشغب إلى توصل بعض شباب المنطقة باستدعاءات للعمل بمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، وهو ما أثار حفيظة آخرين لم يتوصلوا بنفس الاستدعاء، خاصة أولائك الذين قاموا باعتصام في شهر فبراير الماضي دام لأزيد من ثلاث أسابيع أمام إدارة الفوسفاط بخريبكة، مطالبين بحقهم في الشغل. وعرفت المنطقة انزالا كبيرا لرجال الأمن، وبادر المسؤولون الأمنيون بالمدينة إلى فتح حوار مع عدد من الشباب الغاضب، حيث تم التأكيد على أن عمليات التوظيف مازالت مستمرة والاستدعاءات سيتم توزيعها بوتيرة متفرقة. وأوضح المسؤولون الأمنيون أن إدارة المكتب الشريف للفوسفاط هيأت ما يقارب 8000 استدعاء ستوزع بشكل مسترسل ابتداء من يومه الأربعاء 6 يوليو الجاري، الأمر الذي هدأ من غضب مجموعات الشباب المحتجة، وجعلتهم يخلون المكان وينهون احتجاجهم. وإلى ذلك، تعرف منذ أمس العديد من القرى المجاورة لمدينة خريبكة، تواجدا أمنيا مكثفا، مخافة أن تنتقل أعمال الشغب إليها. ومعلوم أن إدارة مجمع الفوسفاط قد التزمت بنشر لائحة التشغيل المباشر في أجل أقصاه 30 يونيو الماضي، لتوزع مجموعة من دعوات التشغيل عبر البريد وهو ما خلق حالة من الاحتقان في أوساط شباب «حي البيوت» بمدينة خريبكة، والذين دخلوا في اعتصام منذ ليلة أمس. وكان عدد طلبات الشغل التي توصلت بها إدارة مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط قد قاربت 30 ألف طلب. يذكر أن تعزيزات أمنية مهمة تحيط بمكان إدارة المكتب الشريف للفوسفاط بخريبكة. وكانت مدينة خريبكة شهدت أعمال تخريب وشغب خلال مرحلتين، الأولى يوم 15 مارس الماضي والتي قام بها أبناء المتقاعدين من المكتب الشريف للفوسفاط، والثانية يوم 14 مايو الماضي بعد الاعتصام الذي خاضته مجموعة من رجال الحراسة الخاصة المكلفة بحراسة منشآت ومصالح مكتب الفوسفاط ، مطالبين بترسيمهم، انتهت بإصابة أزيد من 200 في صفوف رجال الأمن والمحتجين، و متابعات قضائية لعدد من المحتجين.