منذ أن أعلن علي الفاسي الفهري، الرئيس الحالي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عدم نيته الترشح لولاية جديدة، و التخمينات تتناسل حول من سيخلفه على رأس جامعة أكثر الرياضات شعبية في المغرب. وهكذا، وبعد مسلسل إعلان عدد من الشخصيات نيتها الترشح لخلافة الفهري ونفي أخرى سعيها لذلك، برز مؤخرا مرشحان رئيسيان في شخص رئيس فريق الوداد البيضاوي عبد الإله أكرم ،وفوزي لقجع رئيس فريق نهضة بركان. المتنافسان كثفا من خرجاتهما الإعلامية التي لم تخلو من بعض التهجم، مثلما كان الحال في انتقاد محمد بودريقة، رئيس فريق الرجاء البيضاوي وأحد أعضاء لائحة لقجع، للائحة رئيس الفريق الأحمر التي وصفها بكونها "فاشلة". مع دخول السباق نحو كرسي رئاسة الجامعة الأمتار النهائية، ظهر جليا أن فوزي لقجع يحظى بدعم وزير الشباب والرياضة محمد أوزين، ورئيس الجامعة علي الفاسي الفهري، بحسب ما نشرته منابر إعلامية مغربية، بالرغم من تأكيد أوزين أنه يقف على الحياد. وقد كان علي الفاسي الفهري ، على ما يبدو، أكثر صراحة في دعمه لفوزي لقجع، حيث أعلن أنه سيصوت له خلال الجمع العام الانتخابي الذي سيعقد يوم الجمعة المقبل. والواقع أن احتدام الصراع، بهذا الشكل، على رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أمر غير مألوف لدى الأوساط الإعلامية والمتتبعين للشأن الكروي،الذين دأبوا على رؤية مرشح واحد يحظى بالتوافق، كما كان الحال مع الرئيس السابق للجامعة الجنرال حسني بنسليمان، أو الرئيس المنتهية ولايته علي الفاسي الفهري حين تقدم لخلافة بنسليمان في سنة 2009. وإذا كان السباق الحالي نحو رئاسة الجامعة يبدو ظاهريا أنه يصب في مصلحة الكرة المغربية من حيث أن المرشحين ملزمان بتقديم برامج من أجل النهوض بشؤون الكرة الوطنية، مما يفترض أن يكون التصويت بناءا على أكثرها طموحا وإحاطة بالتحديات التي تواجه الكرة المغربية والحلول الممكنة لتجاوزها، فإن بعض الإعلاميين المغاربة المهتمين بالشأن الرياضي انتقدوا مشاريع أكرم ولقجع، قائلين إنها أبعد من أن تكون برامج قادرة على تقديم الإجابات حول كيفية معالجة الأعطاب العديدة للكرة المغربية. أكثر من ذلك، فالسؤال مطروح أيضا حول توفر المرشحين على الكفاءة اللازمة لتحمل المنصب وتجاوز عثرات من شغلوه من قبل. فرئيس فريق الوداد البيضاوي،عبد الإله أكرم، فشل على مدار سنوات على رأس الفريق الأحمر في قيادته نحو الألقاب المحلية أو القارية، رغم كون الفريق البيضاوي الأكثر إنفاقا بين الأندية المغربية على جلب اللاعبين. أكرم يواجه انتقادات كثيرة من لدن أنصار الفريق الأحمر تطالبه بالرحيل بعد أن فشل الوداد بالفوز بكأس عصبة الأبطال الإفريقية، التي خاض نهايتها قبل عامين، كما لم يتمكن من الفوز بلقب البطولة المغربية العام الماضي، والتي آلت لخصمه الرجاء الذي تحسن مردوده منذ انتخاب محمد بودريقة رئيسا للفريق، حيث توج كذلك بكأس العرش. من جانبه ركز فوزي لقجع في برنامجه على الاستثمار في البنيات التحتية والموارد البشرية، والتي قال عنها في تصريح ليومية "أخبار اليوم" المغربية، إنها "الحلقة المفقودة" التي تقف دون تطور كرة القدم الوطنية. طرح رئيس فريق نهضة بركان يجد ما يناقضه في الواقع، حيث تبدو الكرة المغربية، سواء على مستوى الفرق أو المنتخبات الوطنية، أضعف من نظيراتها على المستوى الإفريقي بالرغم من عدم توفر عدد من هاته البلدان على الإمكانيات والبنيات التحتية التي يتوفر عليها المغرب، والتي تجلت في أن المملكة حظيت بثقة الاتحادين الدولي والإفريقي لكرة القدم الذين منحها شرف احتضان كأس العالم للأندية 2013 و2014 وكأس إفريقيا للأمم 2015. كما أن التخوف يسود في الأوساط الرياضية والإعلامية المغربية أن يفرز الجمع العام الانتخابي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم عن مكتب جامعي لا يختلف كثيرا عن المكتب الذي دبر شؤون الكرة الوطنية على عهد علي الفاسي الفهري، والذي تسبب في خيبات كبيرة للكرة المغربية ولعشاقها داخل المغرب وخارجه، تمثلت بالخصوص في التعاقد مع المدرب إيريك غيريتس، وفشل المنتخب المغربي التأهل لدورتين متتاليتين لكأس العالم 2010 و2014، وعدم قدرته على التأهل لكأس إفريقيا 2010 أو تجاوز عتبة الدور الأول خلال دورتي 2012 و2013. فهل يستطيع فوزي لقجع أو عبد الإله أكرم، في حال فوز أحدهما برئاسة جامعة الكرة، تقديم الحلول اللازمة للنهوض بالكرة المغربية التي تنتظرها تحديات كبيرة على رأسها الفوز بكأس إفريقيا 2015 التي ستحتضنها ملاعب المملكة؟ ذلك ما ستجيب عنه الأيام والأشهر المقبلة.