طبيب واحد فحص 165 حاج في يوم واحد تضاعفت حالات المرض الطارئة، وسط الحجاج الجزائريين بالبقاع المقدسة بسبب الإرهاق والتقدم في السن، ويتعرض مسنون لنوبات اكتشف من خلالها أطباء البعثة الجزائرية، إصابتهم بأمراض لا تسمح أصلا بالحج، رغم ذلك استفادوا من تراخيص من أطباء صاروا محل اتهام. استغرب عدد من أطباء البعثة الجزائرية في الحج المتوزعين عبر إقامات الحجاج بمكةالمكرمة، حصول العشرات من الحجاج على إذن يسمح لهم بالسفر وأداء مناسك الحج قبل مغادرتهم الجزائر، وإغفالهم أمراضا تجعلهم عاجزين عن اتباع مسار مناسك يتضاعف خلالها إرهاقهم يوما بعد يوم، ومعها تتزايد حالات النوبات الطارئة وسط الحجاج. وقال ل«الخبر" أحد أطباء البعثة، بإقامة الحجاج الجزائريين في شارع "أجياد" الذي يتدافع عبره جموع الحجيج إلى الحرم المكي "عاينت اليوم صباحا أكثر من 165 حالة مرض عبر بعض الإقامات، وهو عدد كبير مقارنة مع الموسم الماضي"، وأبدى المتحدث استغرابا حيال ارتفاع أعداد الحجاج المعرضين للنوبات المفاجئة، أغلبيتهم الساحقة من المسنين. وعلق الطبيب قائلا: "أتعجب كيف تمنح لهؤلاء تراخيص الحج"، هذا السؤال نقل إلى ممثل إحدى وكالات الحج بنفس المكان، فكان رده "صحيح يفترض أن المصابين بأمراض مزمنة أو أمراض تمنع من السفر ألا يحصلون على إذن للحج، لكن الأطباء في الجزائر يحيلون المسألة إلى ضمائرهم وذواتهم، على أنهم سيحرمون مواطنا من الحج إن هم وقعوا بالسلب على دفتره الصحي". هذا المبرر يعتبره المتحدث وعدد من ممثلي وكالات الحج الآخرين، غير مقبول وسيق في الأمر مثالا بأن حاجة توفيت الموسم الماضي قبل وصولها إلى مزدلفة بعد وقفة عرفات بسبب نوبة طارئة، وتابع أحد المشرفين "اليوم فقط نقل ثلاثة حجاج إلى المستشفى، أعيد اثنان منهما إلى الفندق فيما أبقي على الثالث بسبب حالته المرضية المتقدمة، وقد أثار وضعه الصحي قلق الحجاج المقيمين معه. وأوضح ممثل وكالة طلب عدم الكشف عن هويته أنه تم اكتشاف حالات لحجاج مرضى عقليا وآخرين مصابين بالزهايمر، بينما استحضر المتحدث جدالا بخصوص هذه المعضلة طفا إلى السطح خلال الموسم الفارط، من حيث كان يفترض أن لا تواجه مثل هذه المشكلات للمشرفين على الحج. واعتمد أطباء البعثة الجزائرية مؤشرات بسيطة في اكتشافهم لحجاج مرضى عقليا ومصابين بالزهايمر، ويتعلق الأمر ببلاغات يقدمها بعضهم عن سرقات طالت على الخصوص أموالهم أو هواتفهم النقالة، غير أنه بعد عمليات بحث وتقص يقوم بها المندوبون يتبين أن تلك البلاغات "وهمية" بمجرد أن يتم العثور على تلك الأغراض، سواء من حولهم أو داخل حقائبهم. ويشكو أصحاب وكالات الحج، نقص المرشدين بإقامات الحجاج الجزائريين مقارنة مع البعثات الأجنبية الأخرى. ويخصص مرشدان اثنان لكل مقر إقامة تأوي 200 حاجا، الأمر الذي يعجز المشرفين عن تغطيته. وقدم مشرفون على نقل الحجاج من الوكلاء اقتراحات لتسهيل مهام الإشراف وضمان راحة الحجاج أهمها أن يصطحب الزوجان المتقدمان في السن إلى البقاع المقدسة، من يرافقها خلال أداء المناسك سواء من الأبناء أو الأقارب وإن كان هذا المقترح يراه البعض الآخر صعب التحقيق. وتطرح معضلة الحجاج المسنين في البقاع المقدسة أكثر بالنسبة للبعثة الجزائرية، باعتبار أن الأغلبية الساحقة من مكونها البشري يتشكل من المتقدمين في السن، بينما تبقى نسبة الشباب في مستويات ضئيلة جدا عكس العديد من بعثات الدول الأخرى، التي يطغى عليها عنصر الشباب على غرار البعثة الإندونيسية، وقد طرح هذه المفارقة الجزائرية اختلاف في القراءات حول الأسباب والخلفيات وإن كان الإجماع هنا يفيد أن السبب الأهم هو غياب الوازع الديني، ومهما يكن من أمر فإن هذه المفارقة بحاجة إلى دراسة. الشيخ بربارة يكشف ل"الخبر" من مكةالمكرمة 14 ألف حاج خضعوا للفحص الطبي أوضح الشيخ بربارة، المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة،أن إجمالي الفحوصات الطبية التي أجريت على الحجاج الجزائريين بلغ 13940 فحص منذ وصول الحجاج إلى البقاع المقدسة إلى غاية يوم أمس، وقد أدخل 20 حاجا للمستشفيات السعودية. أكد بربارة الشيخ، المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، في لقاء مع "الخبر" في مقر البعثة الجزائريةبمكةالمكرمة أمس أن المصالح الطبية للبعثة سجلت 33 حالة اضطراب عقلي في صفوف الحجاج منها 7 حالات مستعصية، وقد تحسنت حالة 5 حجاج منهم تدريجيا، كما سجلت المصالح الطبية حالة حمل لامرأة في شهرها السابع، كما تم الوقوف على حالتين لحاجين مصابين بالزهايمر. وكشف الشيخ بربارة بأن وفاة الحاجين بالمدينة المنورة قبل أيام قليلة كانت طبيعية، بينما أجريت أمس عملية جراحية لبنت في ال9 من عمرها رافقت والدها، وذلك لاستئصال الزائدة الدودية