قفز عدد الحجاج الجزائريين الذين وافتهم المنية في البقاع المقدسة أمس، إلى 28 حاجا من بينهم سبعة من المهجر، فيما أحصت البعثة الطبية أزيد من 28 ألف فحص طبي في حين قد تضطر البعثة إلى تأجيل موعد سفر بعض المرضى الذين تمت إحالتهم على المستشفيات السعودية. ويعد موسم الحج الحالي الأصعب على المسنين والمرضى الذين تضاعف عددهم هذا الموسم، بشكل أثار قلق أعضاء البعثة الذين أجبروا على مضاعفة الجهود، ورغم انتهاء المشاعر التي كانت جد صعبة على هؤلاء المسنين بالنظر إلى حالة الازدحام التي شهدتها منى وصعيد عرفات، إلا أن عمل البعثة الطبية ما يزال مستمرا بسبب العياء والتعب الشديدين التي يشعر بها الحجاج المسنون، والتي كانت سببا مباشرا في وفاة 28 حاجا إلى غاية أمس، وفق تأكيد المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة بربارة الشيخ، في تصريح ل "الشروق". كما بلغ عدد الحجاج المرضى 70 حاجا تم إخضاعهم للرقابة الطبية بالمستشفيات السعودية، في حين تمكن معظمهم من مغادرة تلك المصحات، باستثناء 5 مرضى ما زالوا بالمستشفى، مما قد يضطر البعثة إلى تأجيل سفرهم إلى الوطن في حال عدم امتثالهم للشفاء قبل حلول رحلة العودة، في وقت يفكر ديوان بربارة في إيجاد حل للتكفل بفئة المسنين وتخفيف العناء عنهم، قائلا "للشروق" بأن الأمر ليس بالهين لكن الديوان سيعمل على إيجاد الحلول الأنجع، من بينهما الاقتراح الذي تقدم به السفير السعودي بالجزائر، وهو تخصيص آخر الرحلات باتجاه البقاع المقدسة وأولى رحلات العودة للجزائر للطاعنين في السن، بغرض تخفيض مدة الإقامة إستثناءا لهذه الفئة. وشهد هذا الموسم ضياع أموال 180 حاج جزائري مقابل 250 حالة السنة الماضية، إذ يحمل معه الحاج قيمة مالية تقل وتزيد قيمتها حسب الإمكانات المادية لكل واحد من أجل تأمين مصاريف العلاج والإطعام والتنقل، فضلا عن تخصيص جزء منها لاقتناء الهدايا وأشياء للذكرى من البقاع المقدسة، وقد تولى الديوان التكفل بتأمين المصاريف اليومية لمن ضاعت أموالهم، عن طريق تخصيص 40 ريالا يوميا لكل حاج. وأحدثت معمّرة جزائرية تبلغ من العمر 112 عام الإنفراد هذه السنة، إلى درجة أن ديوان الحج والعمرة، جنّد مصالحه للعثور على مكان الحاجة المسنة التي كان يعتقد في البداية أن سنها يقارب المائة عام، وبعد رحلة بحث استمرت إلى ما بعد انتهاء المشاعر تم التوصل إلى الفندق الذي تقيم فيه والمسمى "نزل درة الصلاح" في الغرفة رقم 605، واسمها الكامل "عرار سلطانة" من مواليد 1900 وتنحدر من منطقة عين الحجر بولاية البويرة، وجاءت رفقة ابنها البالغ 55 عاما إلى جانب ابنتها لأداء فريضة الحج، وحسب تأكيد رئيس ديوان الحج والعمرة الذي عاين بنفسه هذه المعمرة، وزارها بمقر إقامتها فإنها تتمتع بصحة جيدة.