سجلت البعثة الجزائرية في البقاع مقدسة، ضياع خمسة حجاج لم يظهر لهم أي أثر لحد الساعة، يعتقد أنهم توفوا نتيجة إصابتهم بأمراض مزمنة، كما أحصت البعثة الطبية إصابة سبعة حجاج جزائريين بالسرطان وهم في حالة متقدمة من المرض، كما تم اكتشاف امرأة حامل في شهرها الثامن، وإحصاء 500 تائه أعيدوا إلى مقر إقامتهم. وسارت عملية نقل ضيوف الرحمان إلى عرفات أمس، في ظروف اتسمت ببعض الصعوبات وفق ما نقلته مصادر "الشروق" بالبقاع المقدسة، بسبب قلة وسائل النقل التي توصل الحجاج إلى منى في يوم التروية، واضطر العشرات من الحجاج إلى صعود منى مشيا على الأقدام على مسافة 7 كلم، في انتظار قطع مسافة مضاعفة صبيح اليوم وصولا إلى صعيد عرفة على مسافة 14 كلم، وهي نفس المسافة التي يقطعها حجاجنا مساء اليوم للنزول من عرفة نحو المزدلفة، للمبيت فيها قبل العودة إلى منى يوم غد الجمعة للمبيت فيها أربعة أيام، وللتخفيف من وقع الأزمة اهتدى الحجاج الجزائريون إلى حل يتمثل في السماح للنساء والشيوخ بامتطاء العدد المحدود من الحافلات المخصصة. وقد حاول المنظمون التغلب على أزمة النقل عن طريق إيصال الحجاج مباشرة إلى عرفة دون تمكينهم من أداء السنة والمبيت في منى، وهو ما رفضه الكثير من الحجاج الذين اعتمدوا على إمكاناتهم الخاصة للوصول إلى منى في ظل عجز الجهات المنظمة. كما سمحت الفحوصات التي قامت بها البعثة الطبية إلى غاية نهار أمس، والبالغ عددها الإجمالي ب25 ألف فحص طبي بالوقوف على الوضعية الصحية المتدهورة لعدد من الحجاج الجزائريين، 47 منهم مصابين بأمراض نفسية وعصبية لا تسمح لهم حالتهم الصحية بأداء الحج، ومع ذلك أصر ذووهم على إرسالهم للبقاع المقدسة، في حين يواجه 7 حجاج آخرين أوضاعا صحية جد صعبة بسبب معاناتهم من مرض السرطان وهم في مرحلة جد متقدمة، وما زالوا يرقدون لحد الساعة في المستشفيات السعودية لمتابعة العلاج، وهؤلاء لم يتمكنوا من الالتحاق بباقي الحجاج الجزائريين للوصول إلى صعيد عرفة، في وقت تم تخصيص سيارات إسعاف مجهزة بكافة الوسائل الضرورية لنقل 14 حاجا جزائريا أحيلوا إلى المستشفيات السعودية، وذلك بغرض تمكينهم من الوقوف بعرفة، وهم مصابون إما بالسكري أو الضغط الدموي أو الفشل الكلوي، وقد توفيت مؤخرا سيدة مصابة بالسرطان وتدعى "م.دليلة" وتم دفنها بمقبرة تقع بالمدينة المنورة وتبلغ من العمر 42 عاما. والغريب هذا الموسم تكرار سيناريو قبول نساء في أشهر متقدمة من الحمل لأداء فريضة الحج من قبل اللجان الطبية، التي عاينت الحجاج قبل سفرهم إلى البقاع، وقد لوحظ هذه السنة تواجد امرأة حامل في شهرها الثامن، تحصلت على الترخيص من قبل الأطباء لأداء الحج، رغم طبيعة وضعها الصحي، علما أن الكثير من النساء يتعمدن إخفاء حملهن حتى يضعن مواليدهن في البقاع تبركا بها. وككل سنة يتيه العشرات من الحجاج الجزائريين من كبار السن في البقاع المقدسة، وتم إحصاء هذه المرة 500 تائه، من بينهم 351 رجل و149 امرأة، قام أفراد البعثة بإعادتهم إلى الفنادق المقيمين فيها، في حين لم يتم العثور على 5 حجاج آخرين اعتبروا في عداد المفقودين، يعتقد أنهم تاهوا فور خروجهم من المسجد الحرام بمكة المكرمة. كواليس من الحج * أسرت مصادر "الشروق" بالممكلة العربية السعودية، إقدام أحد الحجاج الجزائريين في ريعان شبابه على طعن حاج جزائري آخر بسكين، وذلك إثر مشاجرات نشبت بينهما بسبب جهاز التلفاز سببت للمجني عليه إصابة بالغة، وتم احتجاز الجاني من قبل السلطات السعودية وقد يحرم من اتمام مناسك الحج. * قام بعض الحجاج الجزائريين بشراء خرفان ووضعوها في أسطح الفنادق المقيمين بها، قصد ذبحها عقب إتمام المناسك، ولم تعترض إدارة تلك الفنادق على هذا التصرف، مع أنه يحمل الكثير من الغرابة والطرافة، لأنها تفهمت إصرار الحاج الجزائري على النحر بنفسه رغم وجود جهات تقوم بذلك نيابة عنه وتتصدق بلحم الأضاحي للفقراء. *ا ضطر الكثير من الحجاج للمبيت في غرف ضيقة لا تتسع لأكثر من خمسة حجاج على مستوى بعض الفنادق الكائنة بمكة المكرمة، في حين أن العدد الفعلي لشاغليها بلغ 12 حاجا، ونذكر على سبيل المثال فندق وادي الضيافة. * خصص ديوان الحج والعمرة، حافلتين فقط لكل فوج يضم 250 حاج لنقله إلى عرفة، في حين أن الحافلة الواحدة تتسع ل50 حاجا فقط، وقد اضطر العديد من الحجاج للتوجه إلى منى مشيا على الأقدام، رغم أنهم سددوا تكاليف النقل مسبقا للديوان، الذي امتنع بدوره عن دفع المستحقات لفائدة الشركة السعودية التي تتكفل بنقل الحجاج إلى منى وعرفات.