"الخبر" الجزائر: خيرة لعروسي قام حجاج جزائريون، أول أمس، بعد الانتهاء من وقفة عرفة، بالاحتجاج على عدم توفر الحافلات التي تقلهم إلى مزدلفة، فيما بات المئات من الحجاج في العراء بمنى بعد اقتحام حجاج من دول أخرى لخيمهم ''دون تدخل أعضاء البعثة''. قرر النواب الذين تنقلوا إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج إعداد تقرير حول الظروف ''الكارثية'' التي يعانيها الحجاج الجزائريون، حيث سيتضمن التقرير شكوى رسمية من البعثة الوطنية للحج ''التي أخلّت بمهامها وتخلت عن الحجاج، ما حال دون تمكن عدد كبير منهم من أداء المناسك، بعد تعذر التحاقهم بجبل عرفة، حيث تاهوا بسبب عدم توفير وسائل النقل..''. وحسب النائب محمد حديبي، الذي اتصلت به ''الخبر''، فإن الوضع ازداد سوء بسبب تنصل أعضاء البعثة الوطنية من دورهم. وقال محدثنا إن الأمور كانت ستعرف انزلاقات خطيرة مساء أول أمس، بعد الانتهاء من وقفة عرفة، حينما صدم آلاف الحجاج الجزائريين بغياب الحافلات التي تنقلهم إلى مزدلفة، رغم أن تكاليف الحج تتضمن هذه الخدمة، في وقت كانت الحافلات تقل الوفود الأخرى، ما أثار سخط الحجاج الجزائريين الذين افترشوا الأرض وقطعوا الطريق المؤدي إلى مزدلفة، وقد تم تسجيل حالات إغماء عديدة وسط بكاء حجاج متقدمين في السن. وبقيت الأمور على حالها لمدة فاقت ثلاث ساعات، لتضطر بعد ذلك الشرطة السعودية، يضيف حديبي، إلى التدخل لإخلاء الطريق أمام الوفود الأخرى، بالنظر إلى الفوضى الكبيرة وحالة الاستياء لدى جميع الوفود، باعتبار أن الحجاج الجزائريين وقفوا في طريقهم ومنعوا الحافلات التي تقلهم من العبور. وقال محدثنا إن جميع محاولات الاتصال بالبعثة باءت بالفشل، حيث بقيت هواتفهم مقفلة، ما يفسر الاتصال بالقنصلية الجزائرية في السعودية، أثمر ذلك بتنقل مساعد القنصل، ليتم بعدها إجبار المتعامل السعودي المكلف بالنقل على جلب الحافلات، ونقل الحجاج في ظروف مزرية، لأن الحافلات لم تكن مجهزة. وقال هذا المسؤول. حسبما جاء على لسان النائب حديبي، إن قنصل الجزائر في السعودية اتصل برئيس البعثة الشيخ بربارة ونقل له معاناة الحجاج وحمله مسؤولية كل ما حصل وحذره من العواقب. وحمل محدثنا اللجنة التي تنقلت إلى السعودية قبل انطلاق موسم الحج لمعاينة ظروف إيواء الحجاج، وقال إنها لم تراع العدد الحقيقي لهؤلاء، ما نتج عنه بقاء عدد كبير من الحجاج في العراء أو في مناطق تنعدم فيها أدنى الشروط حتى الأمنية منها، ما يفسر تعرضهم للسرقة وحوادث كان من بينها سقوط عدد منهم في البالوعات، وهو ما ستتم الإشارة له في التقرير الذي سيقدمه النواب الموجودون حاليا في البقاع المقدسة بمجرد عودتهم إلى الحكومة.