عرف حفل افتتاح المؤتمر الرابع لمنظمة المدن والحكومات المحلية بالمغرب، عرض وصلات تلفزيونية حول التطور الحضري لمدينة الرباط، وأهم معالمها السياحية والأثرية التي صنفها اليونسكو في 2011 كتراث عالمي، بالإضافة إلى عرض فيلم مؤسساتي، حول أهم فرص الاستثمار التي يوفرها المغرب في مجال صناعة السيارات والطائرات وتحويل الخدمات والنسيج بالإضافة إلى رؤية المغرب الاقتصادية في مجال السياحة في أفق 2020 وأوراش المغرب الأخضر والمغرب الرقمي والطاقات المتجددة والبنيات التحتية وتنمية القطاع الاقتصادي من خلال برنامج "إقلاع" ومشروع ميناء طنجة الذي أحد أهم الموانئ في إفريقيا ومنطقة المتوسط وكذا مشروع القطار السريع الذي سيكون الأضخم من نوعه في القارة السمراء. وتخلل الحفل كذلك تقديم أغنية بعنوان "زوينة"، من ألحان الفنان نعمان لحلو، أداها عدد من الأطفال والشبان من المغرب ودول جنوب الصحراء ورافقتها لوحات راقصة. ومما تقول كلمات الأغنية التي تتغنى بجمالية المدينة باللهجة المغربية واللغة الإنجليزية: "عندنا فيكم أمل..عندنا فيكم ثقة..نعيشو في مدينة نظيفة وزوينة..فيها يحس الإنسان بإنسانيته وكرامته..فيها يحس بنفسو إنسان عايش بأمان". الأغنية راقت الحاضرين الذين قابلوها بالتصفيق الحار، ولقيت إشادة خاصة من قبل قادر توباش، عمدة مدينة إسطنبول التركية ورئيس منظمة المدن والحكومات المحلية، الذي وصف الأطفال بكونهم هو من يحضر لمستقبل العالم ويساهم في جهود بناء المدن بمختلف البلدان. بدوره أشار خوان كلوس، نائب الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية، إلى أهمية دور الشباب في المدينة المعاصرة حيث يشكل الشباب ما دون سن 25 سنة نصف سكان العالم، أي ما يفوق ثلاثة ملايير نسمة، في الوقت الذي من المنتظر أن يصبح فيه جل سكان العالم بحلول 2030 ما دون سنة 18 سنة مما يفرض الكثير من التحديات ويحتم استغلال الطاقات الشابة باعتبارها أكبر ثروة يمكن الاعتماد عليها في المستقبل. وقال كلوس إن العالم انتقل خلال قرن من الزمان من نسبة 20 بالمئة فقط من سكانه الذين يعيشون بالحواضر إلى 50 بالمئة اليوم مما يظهر حركة التمدين تتقدم بوتيرة سريعة جدا، مشيرا إلى كون المدنية توفر امتيازات اقتصادية من خلال المساهمة في التنمية وتوفر امتيازات سياسية كذلك إذ فيها تتعلم الأجيال الشابة كيفية اتخاذ القرارات بصورة جماعية. من جانبه نوه عمدة باريس والرئيس السابق لمنظمة المدن والحكومات المحلية برتران ديلانوي باحتضان الرباط لأشغال المؤتمر الرابع، مشيرا إلى أن أحد أهم القرارات التي دافع عنها خلال المؤتمر الثالث هو أن تكون إفريقيا هي المحطة التي تحتضن المؤتمر الحالي. وقال ديلانوي أن المنظمة وهي تحتفل بمئويتها تتذكر كيف أن مؤسسيها أحسوا قبل قرون من الزمان بضرورة التقارب من أجل خلق هاته المنظمة التي كانت تعبيرا عن التطور الحضري في القرن العشرين. وأضاف عمدة العاصمة الفرنسية أن القرن الماضي كان يحمل تحدي تحقيق السلم بينما يطرح القرن الواحد والعشرين تحدي الحفاظ على السلام معربا عن متمنياته بأن لا يتم إقصاء أي دين أو عرق في "مدننا الحضرية" وأن تعم رسالة الأخوة والوحدة بين سكانها.