قال رئيس جبهة العدالة والتنمية، الشيخ عبد الله جاب الله، أمس من ڤالمة، إن الوضع في الجزائر مماثل لما هو حاصل في مصر وكل البلاد العربية، حيث ما زال التغيير بعيدا وما زال "أصحاب القرار من الجيش والأمن هم من يحددون الرئيس، ولييأس من يطمح للرئاسيات حاليا". وقال إن الرئيس لو "استقال وأجرى انتخابات مسبقة، لعدّ ذلك في صالح أعماله". تحدّث الشيخ عبد الله جاب الله خلال ندوة صحفية بدار الشباب "محمدي يوسف"، والتي سبقت لقاء داخليا مع إطارات وأعضاء الجبهة، خصص لتناول القضايا الهامة، على حد قوله، عن موقف الجبهة من الرئاسيات المقبلة، والتي قال إنه موكل لمجلس الشورى لتوسيع استشاراته في الجامعة الصيفية التي ستعقد، نهاية الشهر بمستغانم، وكذلك مع الشركاء السياسيين، وذكر جاب الله أن الموقف الذي سيتحدد مع نهاية السنة مفتوح على عدة احتمالات، راوحها بين المشاركة والقطيعة. وأوضح عبد الله جاب الله أن "الثقة في الانتخابات لم تعد قائمة نظرا لكثرة التجارب والأدلة حول التزوير المرتب لها، والنتائج دائما تكون في صالح من يرضى عنه أصحاب القرار". كما تحدث عن الدستور الذي يتصف، حسبه، بالكثير من الأمراض، وخاصة ما تعلق منها بالفساد وعدم صيانة ثوابت وقيم وثروة البلاد، وقال إنه "يتوجب إجراء تغيير جذري وليس مجرد تعديلات لا نعلم حقيقتها ومدى صحتها"، والتي جاءت وفقا لتسريبات أصحاب القرار، حيث من المحتمل أن تمس تقليل العهدات وزيادة مدة الرئاسة، حيث قال إن الجزائر "بحاجة إلى دستور آخر أو تعديل عميق، لكن عقب الرئاسيات، حتى تنضج المشاورات". وقدم الشيخ جاب الله للرئيس بوتفليقة نصيحة "عسى أن تنفعه في الدارين"، قائلا إنه "كان من المفروض عليه أن يستقيل وينظم انتخابات مسبقة بسبب وضعه الصحي"، وتابع "لو فعل ذلك لعدّ في صالح أعماله، غير أن من في السلطة تمسكوا به"، وهو ما اعتبره انتصارا لمصالحهم على مصلحة الشعب، وهذا في ظل غياب طبقة سياسية. وبخصوص الوضع الأمني في الجزائر، فذكر أنه "لا يبعث على الاطمئنان كون التعامل مع الأزمة السابقة لم يتم باقتلاع مسبباتها، بل عبر سياسة الغالب والمغلوب"، يضاف إلى ذلك "غياب سياسة أجور واضحة وخضوعها لمزاجية المسؤولين، ما من شأنه أن يؤجج الوضع وهي لا تخدم الوطن"، فضلا عن الاعتماد على المحروقات، حيث قال إنه "بانخفاض أسعار البترول، فلن تتمكن السلطة من شراء السلم فقط، بل ستعجز عن دفع أجور الموظفين"، وعندها لن نطلب من أولياء النظام تقديم حلول، ولذلك لم يستبعد جاب الله أن "يتكرر سيناريو مصر في الجزائر وفي أي بلد عربي، وهذا وفقا لمنطق بعض الزعماء العرب "أنا أحكمكم، أو أقتلكم أو أدمركم". أما ما حصل بمصر، فيرى جاب الله أنه "ثبت قناعة في العالم العربي الخاضع للتيار العلماني بغياب أداة لتغيير الأوضاع وتحقيق مبدأ التداول على السلطة، بل ترسيم لما هو موجود من ممارسات لا شرعية، لا قانونية ولا أخلاقية"، واعتبر ما حصل "ردة" على الحريات و"انقلابا" على الثورة، وطابق بينه وبين ما حصل في الجزائر في التسعينيات.