ألهب المظهر الخارجي لبعض الفنانين والفنانات الجدل مجددا وسط جمهور مهرجان" موازين.. إيقاعات العالم " بالرباط، في يومه الثالث. ورغم أن البعض اعتبر أن ذلك يدخل في نطاق الاختيار الشخصي لهذا الفنان أو ذاك،فإن البعض الأخر رأى أنه يتعين على الفنانين المشاركين في المهرجان احترام خصوصية المجتمع المغربي المحافظ، المتمسك بهويته العربية والإسلامية، خاصة وأن هذه العروض الموسيقية، يتم نقلها مباشرة على القنوات التلفزيونية، بما يعني أنها تدخل كل البيوت. وهذه ليست أول مرة يثار فيها نقاش بين الجمهور،بمختلف فئاته، بخصوص الزي الذي يرتديه الفنانون، ومدى انسجامه مع الذوق العام، ولما سماه البعض ب " الجانب الأخلاقي"، فهناك، إن صح التعبير، بعض " السوابق" المسجلة في هذا المجال، على امتداد الدورات السابقة للمهرجان. ففي إحدى السنوات السابقة لمهرجان " موازين"، وعلى سبيل المثال، لا الحصر،أثارت المطربة اللبنانية نوال الزغبي، سيلا من الانتقادات ، بعد ظهورها بفستان مفتوح على البطن،لدرجة أن البعض اعتبر ذلك " اعتداء" على الأصالة المغربية، حسب اعتقاده.. وليلة أمس،أطلت شيرين،المطربة المصرية،على الجمهور في منصة حي النهضة بالرباط، لتغني وتتمايل مع إيقاعات الموسيقى، مرتدية سروال " دجين"، وهي التي الفت الظهور بالفساتين في السهرات الفنية بالمغرب، مما أثار العديد من التساؤلات،وسط الحضور، خاصة وأن العادة جرت أن يتم إلباس المطربات المشاركات في المهرجان، عربيات وأجنبيات، فساتين مغربية، لدرجة أن إحدى مصممات الملابس بنت سمعتها،انطلاقا من تعاملها مع بعض المطربات المشهورات عالميا، اللواتي يساهمن بحضورهن المشع في هذه التظاهرة الثقافية والفنية ذات البعد الدولي . أما أيقونة موسيقى البوب البريطانية "جيسي دجي"٬ فقد ظهرت ليلة أمس فوق منصة السويسي بالرباط٬ بلباسها المثير والجريء المتكون من قطعتين فقط، والذي يكشف كثيرا عن مفاتن جسدها. وتبعا لذلك ، كان المخرج المكلف بنقل سهرتها تلفزيونيا لقناة " الدوزيم" في وضع لايحسد عليه، فقد وجد نفسه محرجا أمام هذه " المفاجأة" التي ربما لم يكن يتوقعها، ولذلك كانت تعليماته للمصورين ب" التحليق " بكاميراتهم بعيدا،في لقطات عامة،تركز على الحضور، أكثر من التركيز على نجمة السهرة،مستفيدا من تراقص الأضواء حولها،وبين الحين والأخر يتم الاكتفاء بتصوير الجزء العلوي من جسدها، تجنبا، ربما، للإحراج، في نظره، بدل أن يقوم بمهمته وفق المنظور المهني، بعيدا عن أية حساسية. ولم ينحصر النقاش حول المظهر الخارجي للفنانين المشاركين في " موازين" بين الجمهور الحاضر ، والعائلات التي تتابعه في البيوت عبر التلفزيون، فقط، بل امتد ليشمل رواد المواقع الاجتماعية، الذين كان هناك تباين في مواقفهم وأرائهم،إزاء هذا الموضوع، الذي يبدو أنه مرشح لمزيد من التفاعل، وإسالة الكثير من المداد، في القادم من الأيام. والملاحظ ،حتى الآن، في رأي بعض المتتبعين،أن الجدل انصب تحديدا على المظهر الخارجي للفنانين، عوض تقييم أدائهم الغنائي من زاوية نقدية موضوعية، تهتم أساسا بالمضمون الفني، وسبر أغواره،لا بالشكل واللباس و"اكسسوراته".