بصور مثيرة لفنانات غربيات، يستقبل الموقع الرسمي لمهرجان موزاين زواره الراغبين في التعرف على برنامج المهرجان الذي استقدم كبار نجوم الموسيقى في بلد يعاني أزمة اقتصادية خانقة، بالتزامن مع ذلك أعلن المنظمون أن ثمن تذاكر سهرة الفنانة الأمريكية ريحانا، يصل إلى 1200 درهم للتذكرة الواحدة. وبدا لافتا أن المهرجان المنظم من طرف جمعية مغرب الثقافات، التي يرأسها منير الماجيدي، برعاية الملك محمد السادس، يسعى من خلال الصور الكثيرة التي تتغير باستمرار بالموقع المذكور، استقطاب أكبر قدر من الجمهور حيث يعرض المنظمون للجمهور سيارتين للفوز مقابل إرسال "أس أم أس". وبعيدا عن الميزانية الضخمة التي ستوزع بين الفنانين الحاضرين وفرقهم الموسيقية القادمة للمغرب بآلاتها الضخمة بالإضافة إلى مئات التقنيين الأجانب المشرفين على المنصات، تتراوح تذاكر موازين ما بين 100 و1200 درهم حسب نوعية المغني والمنصة التي سيغني فيها، حيث تبلغ قيمة تذاكر منصة فضاء حي النهضة، المخصصة للغناء الشرقي، ما بين 200 و100 درهم، والتي سيغني فيها كل من الفنانين وليد توفيق وتامر حسني وشيرين ونجوى كرم وغيرهم من الفنانين العرب. في المقابل، تعرف المنصة الدولية التي سيحل فيها مشاهير الغناء الغربي بمختلف ألوانه، ارتفاعا واضحا في تذاكر العروض التي ستشهدها، والتي تبدأ ب600 درهم كثمن لتذكرة سهرة جيسي دجي ومجموعة سيكسيون داسو، لتقفز التذاكر إلى 800 درهم عن سهرات كل من المغني الشهير إنريكي إغليسياس ودافيد غيتا، كما يبلغ ثمن التذكرة 1000 درهم لعرض كل من ﺳﻲ ﻟﻮ ﺟﺮﻳﻦ وتايو كروز، لتصل إلى الثمن الأعلى والأغلى في المهرجان، الذي بلغ 1200 درهم، مقابل سهرة الفنانة الأمريكية ريحانا، التي يبدو أنها ستحصل على أعلى راتب في دورة مهرجان هذه السنة.
100 أو 1200 درهم وما بينهما من أرقام حددت كأثمنة لتأشيرة حضور حفلة غناء، في ظل الظرفية الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المغرب، والتي أثرت بشكل أو بآخر على الأسر وقدرتها الشرائية، تطرح أكثر من سؤال حول الفئة التي يستهدفها المهرجان المثير للجدل، حيث أن فئة واسعة من المغاربة تبقى بعيدة وغير معنية بموازيين وحفلاته، حتى وإن فكرت في حضوره لن تقدر على أداء ثمن التذكرة الغالية. غير أن هذه الدعوات، لا تلقى أذانا صاغية من الجهة المنظمة للمهرجان، التي تقول إن تمويل المهرجان لا يعتمد على الدولة وميزانيتها، حيث أكدت في تصريحات إعلامية، أن نسبة 70% من المصاريف تغطيها مداخيل السهرات التي تحتضنها منصات العرض طيلة ليالي المهرجان، الذي تحتضنه العاصمة الرباط، فيما يساهم الرعاة الرسميون للتظاهرة ب 30% من ميزانية المهرجان، الأمر الذي يكذبه مناهضو المهرجان.
كما تذهب تبريرات القائمين على "موازين" لجدوى إقامة المهرجان، بكونه تظاهرة فنية تستقطب أشهر نجوم فن الموسيقى على مستوى العالم، ويسجل إقبالا هاما على سهراته، رغم الأثمنة المرتفعة لتذاكر السهرات، في هذه الأثناء، تدخلت قوات الأمن أمس بشكل عنيف لتفرق مئات المعطلين بالقرب من إحدى مناصب موازيين قرب وادي أبي رقراق بالرباط، وقد استعملت عناصر الأمن الهروات، وتدخلت بشكل عنيف دون تمييز بين المعطلين والمعطلات. وقد نتج عن ركل المعطلين المطالبين بتوفير فرص عمل لهم عوض توزيع الأموال على الفنانين الأجانب، وقوع عدة إصابات متوسطة مرددين شعارات تنتقد "دولة حقوق الإنسان" ومهرجان موازين إيقاعات العالم. عبد الله الساكني