"لم تكن مهمتنا بناء دولة أو خلق ديمقراطية مركزية" بايدن هذه تصريحات الرئيس الأمريكي و هي تكشف الوجه الحقيقي/البشع لقادة الإمبريالية العالمية، التي طالما تغنت بنشر الديمقراطية و حقوق الإنسان أثناء غزوها للعديد من الدول، و التي طالما راهن عليها العديد من الرجعيين الخونة لأوطانهم. ها هو الوجه الحقيقي لأمريكا و حلفائها، فهي مستعدة مع تغيير التكتيك للتحالف مع الشيطان إن لم أقل صناعة هذا الشيطان، لأن تخريب البلدان ونهب الثروات هي حقيقتها. أما حركة طالبان الإرهابية فليست في الحقيقة سوى الوجه الآخر لأمريكا، لأن ما يحدث الآن بافغانستان لن تظهر حقيقته إلا بعد حين على مستوى الخريطة الإستراتيجية و التوجهات الأمريكيةالجديدة التي لن تخرج عن الزج بالشعوب في براثين الحرب و الإقتتال لتحقيق أرباح جراء بيع السلاح لهم و رسم خريطة جديدة وفق موازين القوة السائر في التغير، حقيقة أخرى تكشفها الأحداث الدائرة الآن في أفغانستان هي خلق الفوضى و ترهيب الشعوب عبر تقوية البرابرة الجدد/طالبان والحركات الإسلاموية بغية مقايضة الشعوب الأمن مقابل سلب الثروات ومعها السيادة. فكيف تفشل أمريكا و معها 300 ألف عسكري من الجيش الافغاني المدرب والمجهز على حد تعبير الامريكان، ومعه باقي الجيوش المنتمية للحلف الأطلسي؟؟؟ أمام 75 ألف من مجندي طالبان؟؟ للاسف مسرحية بئيسة الإخراج والسيناريو لا يمكن إلا وضعها في خانة الجريمة بعد 20 سنة من الإحتلال والنهب، لاني لا أعتبر أمريكا منهزمة أو فاشلة في أفغانستان كما يروج البعض لذلك أو حتى كما يدعي قادتها الذين يتباكون الان على شاشات التلفاز، فإذا كان هناك فشل فهو مقصود واذا كان هناك هزيمة فهي أيضا مقصودة، أمريكا لا يمكن أن تبني دولا كما اعترف قائدها فمهمتها تكمن فقط في النهب والتخريب و التدمير. ما يعاب على الشعب الأفغاني الأبي هو عدم قدرته على خلق قوة ثالثة عوض الإحتلال المتحالف علانية مع الخونة القابضين على الكراسي في الواجهة من كرزاي إلى غني، و سرا مع طالبان، فأين هم التقدميون والديمقراطيون الوطنيون من الأفغان؟؟؟ هذا السيناريو أكيد سيتكرر لدينا بالشرق الأوسط وشمال افريقيا إن لم أقل سائر في التطبيق. فمزيدا من التكتل و البقضة و التنظيم و نشر الفكر التقدمي الديمقراطي الوطني.