أحمد رباص بينما يعزل جزء كبير من سكان العالم أنفسهم في محاولة للهروب من فيروس كرونا، فإن الظروف المعيشية الاستثنائية التي يتم اقتيادنا إليها تقودنا إلى طرح مجموعة من الأسئلة على أنفسنا وإلى النهل من معين الفلسفة المطالبة بإنارة خطواتنا داخل النفق الذي زجت بنا فيه الأزمة الحالية. هل نحن مستعدون لنهاية العالم؟ ما هي العدوى؟ هل أنا بصحة جيدة؟ وقبل كل شيء، هل نحن كلنا مجانين؟ كما تساءل إيراسم في وقته. في وقت تفشي الوباء، يستفسر ويتساءل الجميع ويتساءلون عما تقوله ردود أفعالنا في مواجهة ا هكذا اضطراب كبير، عن كل واحد منا. – فلسفة الوباء الوباء ليس من جانب الإفراط ، ولكن من جانب التجلي. إنه يحلل الأجسام والأفكار التي أمامنا ليجلو ما كان بالضبط حتى ذلك الحين محتوى داخل حدود محددة جيدا. 1. عالم محموم: الرهانات الأنثروبولوجية في تاريخ الأوبئة يضيف الوباء إلى الذعر الذي يثيره، السخرية من التملص من فرادة موتنا الخاص. إنه يختزلنا إلى أرقام ويجعلنا نخاطر بأن نكون ضحية واحدة فقط من بين الآلاف من ضحايا آفة مجهولة المصدر. وليصبح عدواً محتملاً … 2. هل الذعر قابل لأن ينقل سينمائيًا؟ يؤدي النجاح المتزايد لسينما الرعب عن الوباء وانتشارها إلى التشكيك في الدواعي أو الأسباب التي تدفع المتفرجين لمشاهدة هذا النوع من الأفلام. الرعب هو العاطفة التي تتحكم في من أقبل على فقدان الثقة في نفسه، أمام تفككه المحتمل. 3. هل الأفكار معدية؟ إلى أي مدى يمكن أن تكون الأفكار “معدية”؟ قام الفيلسوف دان سبيربر، بمحاولة رسم صورة وبائية للأفكار، ولكن أيضا للتمثيلات والممارسات الثقافية، من ظاهرة الشائعات إلى الحكايات الشعبية مرورا بالتدخين. 4.” طاعون” ألبير كامو، قصة وباء أدبي غابرييل غارسيا ماركيز، خوسيه ساراماغو، جان ماري لو كليزيو ، أندريه برينك أو ستيوارت أونان هم فقط عدد قليل من الكتاب الذين تأثروا بشدة ب”الطاعون”. كيف نفسر أن رواية ألبير كامو كان لها مثل هذا التأثير القوي في الأدب المعاصر؟ – هل يجب أن يصبح الفلاسفة أطباء؟ 1.مونطيني: “لا يزعجني ألا يكون عندي طبيب” ما هي الصحة الجيدة؟ هل هي هاجس أم معيار؟ استيهام أم مكسب مسبق؟ يبدو أن الفلسفة هي طبابة الروح. لكن الفيلسوف ليس بمنأى عن المعاناة من آلام جسده. مونطيني، ضحية القصور الكلوي، تجرأ على الاعتراف بأن نفسه تحتوي على جزء من الرذيلة والمرض، دون أي إنكار. 2. نيتشه، ما هي الصحة العظيمة؟ نيتشه يقول إنه لا توجد صحة في حد ذاتها. ولكن هل هذا يعني أن كل شخص مريض وطبيب في نفس الوقت؟ في “المعرفة المرحة” (1882)، يقترح نيتشه تفكيرا حول الصحة، وعلى الأخص صحة الروح. جعل الفيلسوف من إرادته الحياة وصحته الجيدة فلسفته الخاصة. – هل نحن جميعا مجانين؟ هل ينقص عالمنا الجنون؟ إراسم هو الذي ذكرنا بمزاياه. ليس المقصود به الخرف، بل “الجنون السعيد”. أنظروا: أليس من الممتع أن تعيش مع رجل عجوز فاقد للذاكرة، غير نادم على أي شيء في الحياة، بدلاً من رجل عجوز غني بالتجارب وثرثار؟ هل نحن جاهزون لنهاية العالم؟ أخيرا وليس آخرا، هل نحن مستعدون لنهاية العالم؟ في وقت الأزمة البيئية، المضاعفة الآن بأزمة صحية، يحق لنا أن نتساءل: هل ستكون محايثة الكارثة أفضل دعوة للعمل؟ ومع ذلك، كيف نفسر أنه مع استثناءات نادرة، في مجال محاربة الاحترارالمناخي، لا يحدث شيء؟ أهو التعامي، العجز أم التمتع بالخراب؟