اختتمت أشغال اليوم الدراسي حول الفضاءات التاريخية ودورها في تعزيز السياحة المستدامة (نموذج الفضاء التاريخي للسوق الصغير) الذي نظمته وكالة التنمية المحلية بتعاون مع جماعة العرائش يومه الخميس 13 دجنبر 2018 كأول نشاط تنزل فعالياته بالفضاء التاريخي (فندق زلجو) بالسوق الصغير المرمم حديثا من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. كان الهدف من هذا اليوم الدراسي تسليط الضوء على القيمة الإستراتيجية للفضاءات ذات الحمولة التاريخية والتراثية في تعزيز منظومة تنمية السياحة بمدينة العرائش، باعتبار هذه الأخيرة من الحواضر المغربية التي يؤهلها زخمها التاريخي ومخزونها التراثي الثقافي، لتكون قاطرة للدفع بتطور وتقدم القطاع السياحي، وما يتبعه من تنشيط لباقي القطاعات الخدماتية؛ ومن بينها وأبرزها قطاع الصناعة التقليدية. استهلت أشغال اليوم الدراسي الذي سيره ذ. شكيب الأنجري منسق مشاريع وكالة التنمية المحلية بالعرائش بكلمة للسادة: ذ.مومن الصبيحي نائب رئيس جماعة العرائش د.مشيج القرقري مدير وكالة التنمية المحلية بالعرائش ذ.أحمد أشرقي مدير المركز الثقافي الإقليمي بالعرائش د.محمد العربي كركب معيد الكلية المتعددة التخصصات بالعرائش ممثل الصندوق الأندلسي للجماعات من أجل التضامن الدولي FAMSI بعدها انطلقت عروض اليوم الدراسي من خلال مجموعة من التدخلات همت على وجه التحديد محور التراث والذاكرة الجماعية -السوق الصغير نموذجا- وقد قدمه المهندس الأستاذ يوسف المرابط، ثم انبرى الأستاذ مراد الجوهري الإطار بجماعة العرائش، المكلف بتتبع برنامج عمل الجماعة بعرض أبرز المشاريع التي أنجزتها وكالة التنمية المحلية بمعية شركائها في مجال تعزيز آليات التسويق السياحي لمدينة العرائش، وعلى رأسها تقديم منتوجها المتعلق بالتصميم الاستراتيجي للسياحة المستدامة لجماعة العرائش، فضلا عن باقي تدخلات الوكالة خلال المدة القصيرة لعملها، سواء تعلق الأمر بالرفع من قدرات المتدخلين والمشتغلين بقطاع السياحة، أو إنتاج وثائق ذات طابع تسويقي للمدينة، كما تم عرض مشروع تهيئة وتأهيل الفضاء التاريخي للسوق الصغير الذي يعد من الفضاءات العمرانية ذات القيمة التراثية والمجالية من قبل المهندس إدريس الخرشافي ، باعتبار المشروع يهدف إلى جعله نقطة جذب سياحية تساعد على تسويق المدينة العتيقة ككل ومعها مدينة العرائش، هذا ومن باب الانفتاح على تجارب الجارة الإسبانية؛ التي لها سابق تجربة في ميدان تأهيل الفضاءات التاريخية واستغلال قيمتها التراثية والثقافية في تحريك عجلة السياحة بها، تم تقديم تجربة بلدية خايين في مجال النهوض بالسياحة المستدامة من قبل السيد مانويل فرنانديس عضو المجلس الإقليمي المكلف بالسياحة المستدامة بإقليم خايين. هذا وقد عرفت أشغال اليوم الدراسي أيضا تقديم السيدة لبنى الشريفة التيهاد حصيلة تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في النسيج العمراني العتيق سواء على مستوى التأهيل والتهيئة، أو على مستوى محاربة الهشاشة، لتختتم فعاليات اليوم الدراسي بمداخلة أخيرة للدكتور مشيج القرقري قدم فيها عينة مادية من الكتيبات السياحية عن مدينة العرائش والتي قامت وكالة التنمية المحلية بإعدادها وطباعتها وستعمل على حسن توزيعها حسب تعبير مدير الوكالة. تجدر الإشارة إلى أن اليوم الدراسي عرف نشاطا موازيا تمثل معرضين توثيقيين من إنجاز جمعيتي أرشيف العرائش ومؤسسة القصبة، تمحور الأول على قيمة الفضاء التاريخي للسوق الصغير ومكوناته المعمارية العتيقة، أما الثاني فقد كان موضوعه عن الحرف والصناعة التقليدية التي لا تزال منتشرة بالمدينة العتيقة مقاومة الانقراض والزوال. أخيرا تم تكريم بعض الصناع التقليديين من الذين لا يزالون متشبثين بمهنهم التراثية على الرغم من الإكراهات الاجتماعية والاقتصادية التي يعانون منها، في بادرة لتشجيعهم وتحفيزهم على العمل على توريثها للأجيال الصاعدة.