طالبت لجنة دعم الطفل “عبد المولى زعيقر” ضحية الدهس في أحداث جرادة الدولة بتحمل مسؤوليتها في العلاج والتكفل بعلاجه. وأضافت اللجنة في ندوة صحفية نظمتها، اليوم الثلاثاء، بالمقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بالرباط، أن الطفل تحول إلى مقعد يعيش بنصفه العلوي فقط بسبب عملية الدهس التي تعرض لها يوم الأربعاء الأسود الذي شهد أحداث المواجهات في جرادة.
وأكدت اللجنة أن ملف الطفل “عبد المولى زعيقر” مسكوت عنه، وأن قضيته تسائل الجميع من أعلى سلطة في البلاد إلى كل مواطن حر. من جهتها، قالت والدة الطفل نجاة المحجوبي، إن طفلها يعيش بنصف حي وآخر ميت، نتيجة دهسه من قبل سيارة للقوات المساعدة يوم 14/3/2018. وأضافت أن أكبر إصابة عرفها حراك جرادة الذي دام ثلاثة أشهر وحمل مطالب مشروعة،؛كانت من نصيب ابنها عبد المولى. واستغربت نجاة المحجوبي من تصريح سابق لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت قال فيه إن عملية الدهس لم تكن متعمدة، متسائلة لماذا لم يفتح تحقيق في الموضوع، ولماذا لم يقدم لها لحد الساعة التقرير الصحي الخاص به؟. وناشدت والدة الطفل الضمائر الحية، والأمهات والآباء، والملك محمد السادس بالتدخل لإنصاف ابنها، الذي يعاني بشكل كبير ولم يعد يفرق بين الليل والنهار. وأبرزت المحجوبي أن ابنها أجريت له عملية على مستوى الظهر بالمستشفى الجامعي بوجدة، ولازال ينتظر أن تجرى له عمليات أخرى لمعالجة الكسور المتواجدة في جميع أنحاء جسده، ومنها عملية على مستوى النخاع الشوكي. وأشارت المحجوبي أنه بدل أن يتم توجيه ابنها نحو مصحة او مركز استشفائي لاستكمال العلاج، وضع في مركز النور لترويض المعاقين بالدار البيضاء. وتابعت والدة “عبد المولى” كلامها بالقول:” ابني يستحق حقه كمواطن مغربي في العلاج، والدولة عبر القوات العمومية تسببت بدهسه، إذن يجب أن تتحمل مسؤولية علاجه”. وأكدت نجاة المحجوبي أنه إلى جانب معاناتها مع ابنها المشلول حاليا، لديها ابن آخر معتقل بسجن وجدة على خلفية حراك جرادة بتهمة مرتبطة بالسرقة، وقضى لحد الآن أكثر من 5 أشهر في السجن. وطالبت والدة عبد المولى بالكشف عن التقرير الصحي الخاص بابنها، مشيرة انه اذا لم تتحمل الدولة مسؤولية علاجه هناك ضمائر حية وجمعيات للمجتمع المدني، عبروا عن رغبتهم في مساعدة عبد المولى. وأوضحت نجاة المحجوبي أن ابنها عبد المولى وهو من مواليد سنة 2002، توقف عن الدراسة بسبب الحادث، وضاعت منه السنة الدراسية الماضية، وهذه السنة كذلك ستضيع، وأن مديرية التعليم في جرادة لم تكترث له أبدا ولم تسأل عن حالته. وأوضحت والدة ” عبد المولى” أنها راسلت عدة جهات، من بينها الديوان الملكي، ورئيس الحكومة الذي توصل بملفها ولم يتفاعل معها بأي جواب، كما راسلت وزير العدل، والوزير المكلف بحقوق الإنسان، ووزير الداخلية، ووزير الصحة، ولم تتلقى أي إيجابات. وتابعت نجاة المحجوبي كلامها والدموع تغالبها : ” معاناتي الآن مزدوجة فانا أم لثلاثة أطفال، وأنا المعيلة الوحيدة لهم، واحد منهم قاصر من مواليد 2001 يقبع في سجن وجدة، والثاني تعرض لشلل كامل”. وأكدت نجاة المجوبي أن الحالة النفسية لابنها عبد المولى كارثية، فقد دخل في حالة انعزال، ويرفض الطعام، بحيث أنه يعيش بوجبة واحدة في اليوم علما أنه يأخذ العديد من الأدوية، إلى جانب حالته الصحية المتدهورة فهو لا يستطيع المشي ولا الجلوس أو الاتكاء على ظهره لأكثر من ساعتين.