عادت قضية الطفل، عبد المولى زعيقر، الذي تعرض للدهس، خلال أحداث جرادة، في شهر مارس الماضي، إلى الواجهة، إذ خرجت والدته للمطالبة بملفه الطبي، وكشف تعثر مسار تطبيبه، واستمرار معاناته ب”نصف ميت” من جسمه. وقالت أم عبد المولى، خلال ندوة صحافية، انعقدت، اليوم الثلاثاء، في الرباط، إن ابنها المتوقف عن الحركة، منذ يوم 14 من شهر مارس الماضي، لا تزال معاناته مستمرة، بعد نقله من المستشفى الجامعي لوجدة إلى مصحة للترويض الطبي للمعاقين في الدارالبيضاء، في ظل حاجته إلى عدد من العمليات الجراحية، لأنه يعاني عددا من الكسور على مستوى رجله، والحوض، واعوجاج في العمود الفقري. وحكت أم عبد المولى، في ندوة، اليوم، أمام وسائل الإعلام، والدموع تملأ عينيها، معاناتها مع ابنها، الذي توقف مساره الدراسي، منذ شهر مارس من العام الماضي، وضاع مستقبله، وتبخر حلمه في الالتحاق بأحد أندية كرة القدم، إذ أصبح عجزا عن الحركة، وحتى عن الجلوس، ولا يستطيع أن يتكلم. وتابعت الأم أنها، منذ بداية مأساتها مع ابنها، متنقلة بين وجدة، والدارالبيضاء، راسلت عددا من الجهات المسؤولة، ليتحمل من دهس ابنها مسؤوليته، إذ قالت إنها بعثت رسائل إلى كل من رئاسة الحكومة، ووزارات الصحة، والداخلية، والوزارة المكلفة بحقوق الإنسان، إلا أنها لم تتلق جوابا من أي منها، فيما أحالت محكمة الدارالبيضاء ملفها على محكمة وجدة، وهو الملف، الذي لا يزال يراوح مكانه. ولم تتوقف معاناة أسرة الطفل عبد المولى عند هذا الحد، بل أضافت والدته أنها أصبحت مستهدفة، بعدما تم اعتقال ابن قاصر ثان لها في جرادة، رابطة بين اعتقال هذا الأخير، وقضية عبد المولى، طريح الفراش في الدارالبيضاء، داعية إلى إحقاق الحق، وإعمال القانون، وتنزيل العدالة في هذه الوقائع. وعبر المساندون لأم عبد المولى زعيقر عن كامل دعمهم لها في سعيها من أجل توفير العلاج، والعدالة في ملف ابنها . وأوضح الحقوقيون المنضوون تحت لواء لجنة دعم عبد المولى زعيقر، الذين دعوا إلى تنظيم ندوة اليوم، أنهم أعادوا فتح ملف عبد المولى، وعادوا به اليوم إلى الواجهة، عازمين على الاستمرار في دعمه، من أجل مساءلة الواقفين وراء حادث دهسه، وتوفير العلاج اللازم له، إما بتمكين والدته، على الأقل، من ملفه الصحي، الذي ظلت محرومة منه على مدى أشهر، أو بالتكفل الجدي، والمسؤول به، لإعادة الحياة إليه. يذكر أن القاصر عبد المولى زعيقر، تعرض، يوم 14 مارس الماضي، للدهس من قبل سيارة تابعة للقوات العمومية في مدينة جرادة، أثناء تدخل أمني لتفريق محتجين، ونقل بعد ذلك إلى قسم الإنعاش في مدينة وجدة، حيث بقي هناك لمدة 20 يوما، ليتم نقله بعد ذلك إلى مصحة خاصة في الدارالبيضاء، وهي المصحة، التي لا يزال يرقد فيها إلى حدود الآن.