لا تزال والدة عبد المولى زعيقر، ذي ال16 ربيعا، والذي تعرض لحادث دهس يوم 14 مارس من السنة الجارية، أثناء تدخل القوات العمومية لتفريق أحد احتجاجات حراك جرادة، حيث أصيب على إثرها بكسور وإصابات متفاوتة الخطورة في مختلف أنحاء جسمه، تعاني مع ابنها المصاب، خصوصا أن حالته الصحية تتدهور يوما بعد يوم أمام عينيها وبين يديها. ومنذ أن تم نقله إلى قسم الإنعاش بمستشفى محمد السادس بوجدة، خلال شهر يوليوز الماضي، والذي مكث فيه قرابة ال20 يوما، ومن ثم إلى مصحة خاصة ببوسكورة في الدارالبيضاء، وهي المصحة التي لا يزال يرقد فيها إلى غاية اليوم، تطالب الأم الجهات المسؤولة بتقرير طبي يكشف عن حالته، إلا أن الأخيرة ولحدود الساعة لم توافها بذلك، ودون أي مبرر. ولم تكتف نجاة المحجوبي، والدة عبد المولى، بالانتظار، بل وجهت رسائل عديدة، يتوفر “اليوم24” على نسخ منها، إلى من يهمهم الأمر بالدرجة الأولى، خصوصا مدير المستشفى الجامعي بوجدة ومدير مصحة النور التي يرقد فيها الابن المصاب حاليا، بالإضافة إلى وزارة الصحة في شخص وزيرها أنس الدكالي، تطالبهم من خلالها بإفادتها بتقرير طبي خاص يكشف حالته المرضية، خصوصا وأنه يحتاج إلى عملية عاجلة تتوقف على هذا التقرير “الممنوع” والذي حرم منه من قبل إدارة المستشفى الجامعي بوجدة، الأمر الذي جعل الإجراءات الإدارية تتأخر، حتى يتسنى للمحجوبي علاج ابنها خارج أرض الوطن، وفق تصريحها ل”اليوم24″، إلا أن الأمر متوقف بسبب هذا التقرير الطبي. ولحدود الساعة، لا تزال الأم المكلومة تجهل السبب وراء امتناع إدارة المستشفى الجامعي عن منحها التقرير وعدم جواب الوزارة الوصية على مراسلتها، خصوصا وأن ابنها مصاب منذ ما يقارب الخمسة أشهر. تقول الأم وهي تبكي بحرقة، في حديثها ل”اليوم24″، إن ابنها “لا يزال عاجزا عن التحكم في الجزء السفلي من جسده، بسبب إصابته في النخاع الشوكي والعمود الفقري، الذي ترك على اعوجاجه، دون أن يقدم له ما يلزم من إجراءات استعجالية من أجل تقويمه، وهو ما يتطلب علاجا عاجلا وضروريا”.