بدأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مساء الخميس أول زيارة له خارج بلاده منذ اندلاع قضية مواطنه الصحفي جمال خاشقجي، الذي قتل في مقر القنصلية السعودية في اسطنبول بداية شهر أكتوبر الماضي، وتحوم شكوك كثيرة حول أن الأمير السعودي الشاب هو من أمر بقتله. ووصل بن سلمان الخميس إلى أبو ظبي في بداية جولة خارجية طويله هي الأولى من نوعها، منذ بداية أزمة خاشقجي، تقوده إلى عدة دول عربية ومنها إلى الأرجنتين لحضور قمة العشرين، لكن يبدو أن ولي العهد السعودي الذي اختار بدقة الدول العربية التي سيزورها استثنى المغرب من جولته هذه. وقال بيان للديوان الملكي السعودي إن الجولة تقرّرت “بناءً على توجيه” من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية “واس” الخميس. ولم يسم البيان الدول التي سيزورها ولي العهد. إلا أن مصادر إعلامية رجحت أن تشمل هذه الجولة بالإضافة إلى الإمارات العربية، كل من البحرين ومصر وتونس، وفي طريق عودته من الأرجنتين يتوقع أن تحط طائرته بموريتانيا للتزود بالوقود. وأوضح البيان الرسمي السعودي أن الجولة الخارجية تأتي “انطلاقاً من حرص مقامه الكريم (الملك) على تعزيز علاقات المملكة إقليمياً ودولياً، واستمراراً للتعاون والتواصل مع الدول الشقيقة في المجالات كافة”. وفيما تأكدت زيارة ولي العهد السعودي إلى البحرين ومصر كشفت مصادر في الرئاسة التونسية أن ولي العهد السعودي سيصل إلى تونس الثلاثاء المقبل. وأثارت جريمة قتل خاشقجي، الذي كان يكتب مقالات رأي في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية تنتقد سلطات بلاده، صدمة واسعة في العالم، ووضعت السعودية تحت ضغوط كبيرة، وسط تشكيك في روايتها للجريمة. ونقلت تقارير عن وكالة الاستخبارات الأميركية “سي آي إيه”، أن ولي العهد قد يكون هو مَن أمر بعملية القتل في القنصلية. المغرب يلتزم الصمت وكانت عدة دول عربية قد أعربت علانية عن دعمها للسعودية، وساندت موقفها في أعنف أزمة تواجهها. وجاء دعم الموقف السعودي في هذه الأزمة من عشرة دول هي الإماراتوالبحرين وسلطنة عمان والأردن والكويت ومصر وفلسطين وحكومة اليمن الموالية للسعودية وجيبوتي وموريتانيا، فيما رحب رئيس الحكومة اللبناني المكلف سعد الحريري بموقف الرياض من الأزمة، كما نوّهت جامعة الدول العربية بالإجراءات التي اتخذتها السعودية في إطار تحقيقاتها في نفس القضية. ويعتبر المغرب من بين دول عربية قليلة اختارت التزام الصمت تجاه هذه القضية بالرغم من الرباط استقبلت عشية اندلاع هذه الأزمة وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، الذي كان مصحوبا بعدد من كبار المسؤولين الأمنيين في بلاده، وحظي الوفد السعودي باستقبال رسمي رفيع من طرف الملك محمد السادس وكبار المسؤولين المغاربة، ولم يكشف عن طبيعة الملفات التي بحثها المسؤولين السعوديين الأمنيين مع نظرائهم المغاربة. ورأى الإعلام المغربي في تلك الزيارة المفاجئة خطوة تشير إلى استمرار تحسن العلاقات بين الرباطوالرياض، بعد أن كانت تأثرت سابقا بموقف المغرب من الأزمة الخليجية، وكذا بتصويت السعودية ضد الملف المغربي لاستضافة كأس العالم 2026. النأي بالنفس ولم يصدر عن المغرب رسميا أي موقف أو رد فعل تجاه هذه الأزمة. وسبق للناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية أن رفض التعليق على القضية، مشيرا أنها موضوع مسطرة ذات بحث قضائي، ولا يمكن لحكومة بلاده التعليق على هذا الأمر. وحاول المغرب منذ البداية النأي بنفسه عن الأزمة، ببلاغ لوزارة العدل كذبت فيه تقارير اخبارية فرنسية وامريكية، اتهمت المغرب باختطاف وترحيل الأمير السعودي تركي بن بندر ، فسرا إلى بلاده عام 2015. وجاء في البلاغ ان قرار الترحيل تم بحكم قضائي. وتمر العلاقات المغربية السعودية بحالة برود يعرف حالات مد وجزر حسب تطورات الأحداث والمواقف المرتبطة بها من كلا الجانبين.