عبرت دول غربية عدة عن رفضها لرواية السلطات السعودية حول مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، وهي الرواية التي نسبت الوفاة إلى “شجار” بين الضحية وبين فريق من المحققين. تركيا: كشف الحقيقة دين في أعناقنا باعتبارها أولى المعنيين بوفاته، وعقب الإقرار السعودي، أكدت تركيا إصرارها على مواصلة التحقيق في مقتل خاشقجي، مشددة على رفضها التستر عن الحقيقة، وأنها ستنشر كافة المعطيات التي توصلت إليها. المتحدث باسم حزب “العدالة والتنمية” الحاكم، عمر جليك، أكد في تصريحات صحفية أمس أن “كشف ملابسات الحادثة دين في أعناقنا، وسنستخدم جميع الإمكانيات في هذا الصدد، وهذا ما تجسده إرادة الرئيس رجب طيب أردوغان”. وقال جليك، في تصريح صحفي اليوم السبت، إن بلاده ستكشف عن كل ما جرى فيما يتعلق بمقتل خاشقجي، وأنها تتابع عن كثب التطورات التي تجري في السعودية، مشيرا إلى أن تأكيد السعودية مقتل خاشقجي، بعد كل هذه المدة، سيزيد من سرعة المرحلة التالية. وأوضح المتحدث أن هذه الحادثة خطيرة جدًا أثارت غضب الإنسانية جمعاء، والعالم كله يتابعها عن كثب، مؤكدا كلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أن الحقيقة ستكشف مهما كانت، وأنه لن يتم إخفاء أي شيء في الملف. رفض غربي متزايد للرواية السعودية باستثناء الولاياتالمتحدةالامريكية التي تبدو مترددة في حسم موقفها من القضية، أبدت عدة دول غربية رفضها تصديق كلام السعوديين عن أن وفاة خاشقجي كانت بسبب شجار داخل القنصلية. الخارجية الكندية اعتبرت أن التفاصيل التي سردتها الرياض حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي “غير متماسكة وتفتقر إلى المصداقية”، وطالبت بإجراء “تحقيق معمّق”. وقالت وزيرة الخارجية الكندية كريستي فريلاند في بيان مساء السبت، إن: “التفسيرات التي قدّمت حتى اليوم غير متماسكة وتفتقر إلى المصداقية”. وأضافت في البيان الذي نشر على موقع الحكومة: “تدين كندا بشدة مقتل الصحفي جمال خاشقجي الذي أكدت المملكة العربية السعودية حدوثه في قنصليتها في إسطنبول”. من جهتها، عبرت ألمانيا عن عدم قبولها رواية السعوديين، حيث اعتبرت المستشارة أنجيلا ميركل، أن التفسير السعودي لاختفاء و”موت” الإعلامي السعودي، “ليس كافيا”، مطالبة بشفافية أكبر من السعودية لكشف ملابسات الموت وخلفياته، كما عبرت ميركل عن إدانتها الشديدة للحادث الذي “أفزعها” ومطالبة بمحاسبة المسؤولين عنه. مواقف أخرى رافضة عبر عنها مسؤولون أوربيون في كل من فرنسا وهولندا وغيرها، في حين قال الإتحاد الأوربي إنه يصر على “ضرورة إجراء تحقيق شفاف وموثوق وشامل يوضح ظروف مقتل خاشقجي ويضمن محاسبة كاملة للمسؤولين على ذلك”، معتبرا أن مقتل جمال فيه انتهاك لإتفاقية “فيينا” القنصلية. ترامب يبحث عن مخرج للسعوديين ويشكك سرا في روايتهم بالمقابل تضاربت تعليقات المسؤولين الأمريكيين حول إقرار السعودية بأن “الوفاة” وقت في “شجار” بين الصحفي وبين المحققين. فبعد أن تحدث الرئيس دونالد ترامب في وقت عن مجموعة “مارقة” نفذت اغتيال خاشقجي وأن ولي العهد السعودي بريء من الحادثة، كشفت معطيات جديدة أن البيت الأبيض يكك سرا بكلام السعوديين. وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” فقد انتقد الرئيس دونالد ترامب بشدة تفسير السعودية لوفاة خاشقجي في وقت متأخر من السبت، قائلا إنه “من الواضح أنه كان هناك خداع، وكانت هناك أكاذيب”. وفي الوقت نفسه، دافع ترامب عن النظام الملكي الغني بالنفط، بحسب الصحيفة، قائلا إنه “حليف لا يصدق” وظل مفتوحا أمام احتمال أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لم يأمر عملاء سعوديين بقتل خاشقجي. وقال ترامب في مقابلة عبر الهاتف مع صحيفة “واشنطن بوست”: “لم يخبرني أحد أنه المسؤول. لم يقل لي أحد إنه غير مسؤول. لم نصل إلى هذه النقطة. ترحيب عربي وإعلان عن دعم كامل للرياض على المستوى العربي سارعت عدة دول عربية للإشادة بموقف السعودية في قضية وفاة خاشقجي في القنصلية بعد أسبوعين من إنكارها أي صلة باختفائه. ووصفت مصر ما أقدمت عليه السعودية “بالقرارات والإجراءات الحاسمة والشجاعة” التي اتخذها العاهل السعودي في قضية وفاة الصحفي جمال خاشقجي. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان “القرارات والإجراءات الحاسمة والشجاعة التي اتخذها جلالة الملك خادم الحرمين الشريفين في هذا الشأن إنما تتسق مع التوجه المعهود لجلالته نحو احترام مبادئ القانون وتطبيق العدالة النافذة”. من جهتها قالت وكالة الأنباء الإماراتية إن أبو ظبي تدعم بيان المملكة العربية السعودية بخصوص وفاة الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وأضافت على تويتر أن الإمارات “تشيد بتوجيهات وقرارات خادم الحرمين الشريفين بشأن قضية خاشقجي”. كما عبرت كل من البحرين واليمن وفلسطين وموريتانيا ودول عربية أخرى عن ترحيبها بالقرارات السعودية معلنة رفضها الضغوط الدولية حيالها. إقرار منقوص من الرياض ودفع بأكباش فداء وكانت الرياض قد أقرت بشكل رسمي فجر يوم السبت ب”وفاة” جمال خاشقجي داخل قنصليتها في إسنطبول، معلنة عن توقيف 18 شخصًا جميعهم سعوديون، على خلفية الواقعة، لكنها لم تكشف عن مكان جثمان خاشقجي الذي اختفى عقب دخوله القنصلية في 2 أكتوبر الجاري، لإنهاء معاملة رسمية خاصة به. كما أعفى العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات العامة اللواء أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي سعود بن عبدالله القحطاني، وأمر بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.