كشفت مصادر رفيعة لوكالة أنباء "الأخبار" المستقلة الموريتانية عن "استفحال أزمة دبلوماسية بين موريتانيا والمغرب" تعددت أسبابها بالنسبة للمملكة المغربية، مضيفة أن المغرب تفاجأ من الكثير من المواقف الموريتانية الدبلوماسية المتتابعة. وقالت المصادر إن الأزمة الدبلوماسية تجلت في مظاهر كثيرة أبرزها رفض المغرب تسجيل الطلاب الموريتانيين الوافدين للتسجيل في الجامعات المغربية والذين وصل عددهم إلى 800 طالب "من بينهم 80 من الحصة الرسمية التي يدخل تسجيلها في إطار التزامات التعاون بين البلدين". كما أن من تجليات الأزمة تأجيل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز زيارته للمملكة المغربية ثلاث مرات متتالية، وتؤكد المصادر أن اثنتين منها كانت باعتذار الملك المغربي "بالطرق الدبلوماسية عن استقباله"، أما الثالثة فتأجلت باعتذار من الرئيس الموريتاني. أما التجلي الثالث للأزمة يضيف المصدر فهو دخول المغرب بقوة لمنافسة موريتانية على مقعد مجلس الأمن بعد أن حصلت موريتانيا على دعم عدد كبير من الدول الإفريقية ، مضيفا أن دخول المغرب على خط التنافس أضعف حظوظ موريتانيا في الحصول على هذا المقعد. وأكد المصدر أن الأزمة الدبلوماسية تجلت في تعامل السلطات الأمنية مع الأسر الموريتانية التي سافرت إلى المغرب أثناء العطلة الصيفية، حيث ضايقتهم السلطات الأمنية في الحصول على أوراق الإقامة وفي إجراءات الدخول والخروج ، مضيفا أن ذلك ظهر في تعاطي السفارات المغربية في أوربا مع المواطنين الموريتانيين الراغبين في الحصول على تآشر لاجتياز المغرب برا باتجاه موريتانيا. أما أسباب الأزمة فأرجعها المصدر إلى عوامل عدة أهمها تطور العلاقات الموريتانية الإيرانية، في وقت "طردت المغرب فيه السفير الإيراني بعد أزمة بين البلدين"، أما العامل الثاني فرأى المصدر أنه الموقف الموريتاني من الأزمة الليبية، حيث تمتنع موريتانيا حتى الآن عن الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي في حين أن المغرب كانت من أوائل الداعمين له، في ظل التنافر الذي كان يطبع علاقاتها مع العقيد الليبي بسبب دعمه للبوليساريو. وكشفت المصادر أن الرئيس الموريتاني يحضر لزيارة للجزائر في ظل التقارب بين البلدين، مشيرة أن هذا التقارب قد يكون من العوامل التي أدت لتأزم العلاقات المغربية الموريتانية. وأكدت المصادر أن الموقف الموريتاني من الأزمة الليبية ورفضها حتى اللحظة الاعتراف بالمجلس الانتقالي الليبي في ظل اعتراف الاتحاد الإفريقي به إضافة لأغلب دول العالم أثر على العلاقات الموريتانية المغربية، فضلا عن الخليجية عموما والفرنسية والسنغالية. --- تعليق الصورة: الرباط رأت في الإستقبال الرسمي للرئيس الإيراني أحمدي نجاد (يمين الصورة) في نواكشوط من قبل الرئيس المورتاني محمد عبد العزيز (أقصى اليسار)، استفزازا لها