كشفت مصادر موريتانية وجزائرية عما وصفته "بوادر أزمة" جديدة بين الجارتين العربيتين، بسبب قيام نواكشوط بتعيين سفير لها في الجزائر، يحمل الجنسية المغربية، وهو ما قد تعتبره الأخيرة "استفزازاً غير مقبولاً"، من جانب الحكومة الجديدة في موريتانيا. ونقلت وكالة "أخبار" الموريتانية للأنباء عن مصدر دبلوماسي، لم تفصح عن هويته، قوله إن "الجارة الجزائر باتت تنظر بعين الريبة إلى حكومة الوزير الأول الموريتاني، مولاي ولد محمد لغظف، إثر التعديل الذي أجرته الحكومة الموريتانية في السلك الدبلوماسي قبل أسبوعين." وقال المصدر إن "الجزائر الراغبة في تطوير العلاقات مع النظام الموريتاني الجديد، بعد لقاء طرابلس بين الرئيس (عبد العزيز) بوتفليقة، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، صُدمت جراء تصرف الحكومة الموريتانية، معتبرة تعيين السفير السابق في موسكو، بلاهي ولد مكية، بمثابة نكسة قوية في العلاقات بين الطرفين." وأضاف المصدر أن "الجزائر رأت في تعيين بلاهي ولد مكية سفيراً لديها، إشارة سلبية من حكومة ولد محمد لغظف، الذي سعي لإقناع الرئيس الموريتاني بالخطوة، بالتنسيق مع جهات إقليمية نافذة، مما يشكل ضربة قوية للعلاقة بين البلدين"، والتي بدأت تشهد انفراجة بعد سنوات من "القطيعة." وعن الأسباب التي دفعت الدبلوماسية الجزائرية إلي التحفظ، وربما رفض اعتماد السفير الجديد، ذكرت الوكالة الموريتانية المستقلة، أن الجزائر لديها معلومات مؤكدة بأن ولد مكية، يحمل الجنسية المغربية، وأن والده كان ضابطاً في الجيش الملكي، وهو ما اعتبرته "رسالة غير ودية من حكومة ولد محمد لغظف الثانية تجاهها، بعد شهور من الانفتاح." كما نقلت صحيفة "النهار الجديد" الجزائرية عن مصادر، لم تفصح عن ماهيتها أيضاً، قولها إن "الجزائر وضعت أمام خيارين صعبين، أولهما قبول السفير الجديد، بما يمثله ذلك من استفزاز سياسي واضح، والثاني رفض اعتماده، وهو ما يعني فتوراً في العلاقات القائمة مع نواكشوط، ربما يعيدها إلى مربع القطيعة التي استمرت لشهور." وكانت السلطات الموريتانية قد استدعت سفيرها في موسكو، بلاهي ولد مكية، في وقت سابق من أكتوبر الجاري، وأصدرت قراراً بتعيينه سفيراً في الجزائر، بعد انتهاء عمل السفير السابق الذي حصل على حقه في التقاعد، وفق قانون الوظيفة العمومية المعمول به في موريتانيا. وشهدت العلاقات الموريتانية الجزائرية تطوراً ملحوظاً في الشهور الأخيرة، حيث كانت الجزائر أول دولة ترسل مساعدات عاجلة للمتضررين جراء السيول بجنوب موريتانيا، كما أعلنت عن مشاريع مشتركة مع نواكشوط، من بينها إنشاء طريق بري قد يكون الأهم في التعاون بين البلدين.