رفضت الجزائر منح أوراق اعتماد السفير الموريتاني الجديد بلاهي ولد مكية الذي تم تعيينه منذ حوالي أسبوعين من قبل حكومة الوزير الأول الموريتاني ولد محمد لغطف ،وتحفظت الدبلوماسية الجزائرية على قيام نواكشوط بتعيين السفير السابق في موسكو، بلاهي ولد مكية، سفير لها في الجزائر بدعوى أنه يحمل الجنسية المغربية وأن والده كان ضابطاً في الجيش المغربي. وكانت السلطات الموريتانية قد استدعت سفيرها في موسكو، بلاهي ولد مكية، في وقت سابق من أكتوبر الجاري، وأصدرت قراراً بتعيينه سفيراً في الجزائر، بعد انتهاء عمل السفير السابق الذي حصل على حقه في التقاعد، وفق قانون الوظيفة العمومية المعمول به في موريتانيا. ولقد نقلت وكالة "أخبار" الموريتانية للأنباء عن مصدر دبلوماسي، لم تفصح عن هويته، قوله إن "الجارة الجزائر باتت تنظر بعين الريبة إلى حكومة الوزير الأول الموريتاني، ولد محمد لغظف، إثر التعديل الذي أجرته الحكومة الموريتانية في السلك الدبلوماسي قبل أسبوعين ومن جهتها قالت الصحف الجزائرية المقربة من الحكومة الجزائرية عن مصادر، لم تفصح عن ماهيتها أيضاً، قولها إن "الجزائر وضعت أمام خيارين صعبين، أولهما قبول السفير الجديد، ، والثاني رفض اعتماده، وهو ما يعني فتوراً في العلاقات القائمة مع نواكشوط، ربما يعيدها إلى مربع القطيعة التي استمرت لشهور. وفي موضوع آخر أدانت (جمعية الصحراء المغربية) "الاختطاف" الذي تعرض له بالعاصمة الجزائرية عضو من وفدها الذي توجه إلى الجزائر الخميس لعقد لقاءات مع أحزاب سياسية ومنظمات غير حكومية وهيئات إعلامية بهذا البلد. وأوضح رئيس الجمعية رضا الطاوجني، الجمعة، في تصريح لوكالة (إيفي) الإسبانية أن الجمعية تجهل، منذ مساء الخميس، المكان الذي توجد به فتيحة بوشويمة التي تم اختطافها من غرفتها بفندق، حوالي الساعة العاشرة والنصف مساء بالتوقيت المحلي، وذلك تحت التهديد بسلاح ناري من قبل عناصر من مصالح الأمن الجزائرية. وأوضحت وكالة الأنباء الإسبانية أن موظف استقبال بالفندق حيث كانت تقيم مناضلة الجمعية، شرح للطاوجني كيف أن "حوالي عشرين شخصا اقتحموا باب غرفة فتيحة ليقتادوها بالقوة، في الوقت الذي كانت تحتج فيه وتصرخ". وفي معرض الحديث عن سفر وفد (جمعية الصحراء المغربية) إلى الجزائر، أشار الطاوجني إلى أن سفير الجزائر بالرباط "كان على علم" بهذا التنقل منذ ثلاثة أسابيع، مضيفا أن التمثيلية الديبلوماسية الجزائرية بالمغرب "لم تبد أي اعتراض" بهذا الشأن. واستنكر الطاوجني "استجواب" العديد من أعضاء الوفد، الذين كان من ضمنهم صحافية، لدى وصولهم إلى مطار الجزائر من قبل مصالح الأمن الجزائري، "قبل أن يتم ترحيلهم". وكانت فتيحة بوشويمة ضمن أربعة أعضاء من وفد جمعية (الصحراء المغربية) تمكنوا من دخول التراب الجزائري. وعقب هذا الاختطاف، يضيف الطاوجني، غادر الأعضاء الثلاثة المتبقون الفندق ولجأوا إلى منزل أحد أعضاء الجمعية، في انتظار القيام برحلة العودة إلى المملكة. وكانت الجمعية قد أعربت عن "استنكارها" لإقدام الجزائر، الخميس، على إبعاد أعضاء وفدها، الذي كان من المقرر أن يعقد لقاءات مع أحزاب سياسية ومنظمات غير حكومية وعدد من وسائل الإعلام الجزائرية. وذكرت الجمعية، في بلاغ موجه إلى وكالة المغرب العربي للأنباء، أن عددا من عناصر مصالح الأمن الجزائري "طوقوا أعضاء من وفد الجمعية، قبل أن يخضعوهم "للاستنطاق"، و"السب" و"اقتادوهم بالقوة إلى الطائرة التي كانت ستقلع باتجاه الدارالبيضاء".