في الصورة الملك محمد السادس لدى استقباله مبعوثا موريطانيا في يونيو 2007 علمت جريدة الشرق الأوسط اللندنية أن زيارة كان يعتزم العاهل المغربي الملك محمد السادس القيام بها منتصف الشهر الجاري إلى موريتانيا، تم إرجاؤها من دون تحديد موعد آخر لها. وقالت مصادر فضلت عدم الكشف عن هويتها، إن قرار إرجاء الزيارة جاء نتيجة احتقان مفاجئ في العلاقة بين البلدين، بسبب «مخاوف مغربية من تصرفات وزير الخارجية الموريتاني، محمد السالك ولد محمد الأمين، اعتبرت الرباط أنها تشكل انحيازا رسمياً واضحاً لجبهة البوليساريو». "" ونقلت المصادر ذاتها عن جهات مغربية قلقها إزاء ما اعتبرته «خلطاً في مواقف الوزير السياسية»، باعتباره يوظف منصبه الرسمي لخدمة موقفه الشخصي من قضية حساسة تضر بالمصلحة العليا لبلده". وتحدثت المصادر عن لقاءات عديدة جمعت وزير الخارجية الموريتاني، ووزير خارجية جبهة البوليساريو، محمد سالم ولد السالك، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي التي انعقدت في أديس أبابا، مطلع الشهر الجاري، مما أثار غضب الجانب المغربي، الذي وصف هذا التصرف بأنه «غير مستساغ من دولة صديقة ذات علاقات قوية بالمغرب». وكان الطيب الفاسي الفهري، وزير خارجية المغرب، ومحمد ياسين المنصوري، المدير العام للدراسات والمستندات (مخابرات عسكرية خارجية)، قد قاما الأسبوع الماضي بزيارة إلى نواكشوط التقيا خلالها مطولا بالرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، في غياب وزير الخارجية الموريتاني، الذي كان في مهمة خارج البلاد، فيما لم يسمح لوزيرة التعليم، نبقوه بنت محمد فال، التي تنوب عن وزير الخارجية في حالة غيابه، حضور مباحثات الوفد المغربي مع الرئيس الموريتاني، حسب ذات المصادر. وأرجعت المصادر عدم حضور وزيرة التعليم المباحثات إلى أسباب بينها ما يشاع عن ارتباطها هي الأخرى، بجهات قريبة من جبهة البوليساريو. ويعتبر ولد محمد الأمين، أول وزير خارجية في عهد الرئيس الموريتاني الجديد. ويشغل المنصب منذ نهاية أبريل الماضي، وكان قبل ذلك سفيراً في جنيف. ويجرى الحديث على نطاق واسع في نواكشوط عن تعديل وزاري مرتقب سيشمل معظم عناصر الحكومة الحالية. ويعتقد أن النصيب الأوفر من الحقائب الوزارية في الحكومة المقبلة سيكون من حظ القادة الناشطين في الحزب الجديد، الذي يتزعمه الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، يحي ولد الواقف. يشار إلى أن أعضاء الحكومة الموريتانية الحالية كلهم شباب تكنوقراط وتم اختيارهم لأول مرة على أسس بعيدة عن الاعتبارات القبلية، والمحاصصة السياسية، كما كان يحدث في عهد الرؤساء السابقين.