كان من المنتظر أن يزور الملك محمد السادس موريتانيا الشهر الماضي، في طريقه إلى حضور اجتماع القمة الإسلامية في دكار، لكن الزيارة لم تتم، مما خلف العديد من الأسئلة لدى الجارة الجنوبية. مصدر دبلوماسي موريتاني قال ل«المساء» إن جلالة الملك وعد الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله بزيارة رسمية لبلاده بعد التحولات الكبيرة التي عرفتها نواكشوط، وأن أول زيارة إلى الخارج لجلالته ستكون إلى موريتانيا»، أما عن أسباب إلغاء أو تأجيل هذه الزيارة فلا يملك مصدرنا أي معلومات، على حد قوله. من جهة أخرى، علمت «المساء» أن المحيطين بالملك كانوا قد اقترحوا عليه التوقف في نواكشوط عندما كان في طريقه لحضور اجتماع قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في 13 مارس الماضي في السنغال، لكن الملك فضل تأجيل الزيارة إلى وقت آخر... واكتفى بلقاء الرئيس الموريتاني بداكار، وكانت الكثير من وسائل الإعلام قد تحدثت عن تأجيل زيارة الملك إلى نواكشوط بعد صدور بيان لمجموعة تطلق على نفسها كتائب الزرقاوي في بلاد المغرب الإسلامي يوم 14 فبراير 2008 يهدد باستهداف الزيارة الملكية، إلا أن مصادر دبلوماسية مغربية كذبت هذه الأخبار وقالت إن موعد الزيارة لم يحدد لكي يلغى أو يؤجل، وذكرت مصادر مطلعة ل«المساء» أن الدبلوماسية الجزائرية تريد أن تلعب على هذا الالتباس الذي خلقه التأجيل من أجل استقطاب موريتانيا إلى موقفها من نزاع الصحراء وامتصاص آثار التقارب الذي حدث بين الرباطونواكشوط بعد الانقلاب العسكري على ولد الطايع، والذي كان من مؤشراته زيارة ياسين المنصوري، مدير الاستخبارات العسكرية، ساعات بعد الانقلاب. هذا، ويعول المغرب كثيرا على التقارب الموريتاني-المغربي، خاصة بعد دعم الرباط للانقلاب العسكري الذي أقدم عليه الجنرال اعلي ولد فال صباح 3 مارس 2005، عندما أطاح بالرئيس السابق، الذي استقر في قطر بعد الانقلاب. ويراهن المغرب على نوع من الحياد الإيجابي لموريتانيا في النزاع حول الصحراء، خاصة وأن الجزائر كانت تضغط دائما على موريتانيا لجرها إلى دعم جبهة البوليساريو التي تتحرك بسهولة على الحدود الموريتانية-الجزائرية وفي منطقة الزويرات بالتحديد...