كشفت تقارير متطابقة أن هناك اتصالات سرية بين موريتانيا والمغرب تمر عبر أكثر من قناة، بغية تفادي أي «توتر سياسي» بين البلدين، بعد اجتماع جرى بين وزير خارجية موريتانيا ووزير خارجية جبهة البوليساريو بمناسبة انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، أغضب الرباط. ووفق معطيات حصلت عليها «المساء»، فإن تقارير نقلت من أديس أبابا عاصمة إثيوبيا إلى الرباط، حول اللقاء الذي دار بين الوزير محمد سالم ولد محمد الأمين ونظيره عن البوليساريو محمد سالم ولد السالك، زكت تقارير استخباراتية لدى المغرب حول ما يروج من وجود «تيار وزاري» داخل حكومة الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله، له روابط مع جبهة البوليساريو. وتبين من خلال المعطيات المتوفرة، أن تلك التقارير دفعت برئيس الديبلوماسية المغربية الطيب الفاسي الفهري ومحمد ياسين المنصوري المدير العام للمخابرات العسكرية الخارجية إلى التعجيل بنقل رسالة شفوية من الملك محمد السادس إلى الرئيس الموريتاني بقصر الجمهورية بنواكشوط. واكتفى الفاسي الفهري، عقب تلك المقابلة، بالقول إن «الوفد المغربي أبلغ الرئيس الموريتاني سيدي ولد الشيخ عبد الله رسالة شفوية من الملك محمد السادس»، مبرزا أن هذا اللقاء كان مناسبة للتأكيد على « تعميق التشاور السياسي» بين البلدين، دون أن يكشف فحوى تلك الرسالة. وحسب المعطيات ذاتها، فإن الرباط، الخارجة على التو من «أزمة سياسية» مع السينغال بسبب البوليساريو، ضاعفت من مجهوداتها الدبلوماسية، إن مركزيا أو على مستوى سفارتها بنواكشوط، لتفادي ما ونعت ب«الخطأ الديبلوماسي» مع دكار. وتشير المعطيات إلى أن المغرب، الذي لم يصدر أي بيان حول هذا «الطارئ» أو بشأن تأجيل زيارة مبرمجة للملك محمد السادس إلى نواكشوط منتصف الشهر الجاري، يعول على تعديل حكومي مرتقب بحكومة الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ يدفع في اتجاه الحفاظ على طبيعة العلاقة القائمة بين البلدين. وبرز ذلك التحرك للديبلوماسية المغربية عقب انتهاء قمة الاتحاد الافريقي بأديس أبابا وفق ذات المعطيات، من خلال استقبال وزير خارجيتها الطيب الفاسي الفهري وفدا عن أحزاب الأغلبية بموريتانيا، في محاولة من المغرب لحشد تأييد المزيد من الفاعلين السياسيين بالجار الجنوبي لمقترح الحكم الذاتي لتسوية نزاع الصحراء. ووفق معطيات «المساء»، فإن رئيس الوفد الموريتاني (رئيس حزب الأحرار أحمد ولد دومان) وصف، باسم الأحزاب المرافقة له، مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء بالمبادرة «الرائدة والجدية والباعثة على الأمل» التي ستشكل الحل الأنسب لمشكل الصحراء. وضم هذا الوفد، فضلا عن ولد دومان، كلا من محمد ولد بح الأمين العام لحزب العمل والوحدة الوطنية، ومحمدو ولد بيديه رئيس حزب المؤتمر الشعبي الموريتاني، ولبات ولد ايتاه الأمين العام لحزب الجيل الثالث، ومحمد عبد الله ولد الطالب عثمان رئيس حزب التحالف الديمقراطي. تبقى الإشارة إلى أن «المساء» حاولت أخذ وجهة نظر الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، ونظيره الموريتاني محمد سالم ولد محمد الأمين، بيد أن هاتفيهما ظلا يرنان دون إجابة.