كشفت مصادر سياسية موريتانية رفيعة المستوى أن السلطات المغربية قررت تأجيل الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها الملك محمد السادس إلى موريتانيا في 12 يونيو الجاري، وأشارت إلى أن التأجيل هذه المرة يأتي على خلفية التدهور الأمني في موريتانيا وتصاعد أعمال العناصر الإسلامية المسلحة المحسوبة على تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. "" وأوضحت هذه المصادر السياسية التي تحدثت لوكالة "قدس برس" أن تأجيل العاهل المغربي لزيارته لموريتانيا للمرة الثانية يأتي أيضا على خلفية عدم وضوح الموقف السياسي الموريتاني من ملف الصحراء المغربية، ومن مقترح المغرب للحكم الذاتي كحل للخلاف مع جبهة البوليساريو. وكان الملك محمد السادس قد قرر تأجيل زيارته لموريتانيا في شهر فبراير الماضي بسبب تقارير استخباراتية مغربية رفعت إليه عن الملازمة الدائمة لوزير الخارجية الموريتاني محمد السالك ولد محمد الأمين لوزير الخارجية في "حكومة" البوليساريو طيلة قمة الاتحاد الافريقي الأخيرة في اديس أبابا، حيث اكتفى المغرب وقتها بإرسال وفد برئاسة وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري ومدير مكتب الدراسات والمستندات محمد ياسين المنصوري، الى نواكشوط في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الموريتاني خارج البلاد في زيارة لدولة اسكندنافية. لكن صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن نقلت وقتها عن مصادر مغربية أن تأجيل زيارة الملك المغربي إلى نواكشوط يأتي على خلفية تلقيه تهديدات أصولية متشددة باغتياله للثأر من اعتقال ناشطين أصوليين مغاربة. ويعتبر ملف تنظيم القاعدة من أعقد الملفات المطروحة على القضاء الموريتاني ويدور جدل قضائي كبير هذه الأيام بين قاضي التحقيق المكلف بالملف والمحكمة العليا حول قانونية اعتقال عدد من المنتسبين لتنظيم القاعدة المعتقلين حاليا.