رهنت جبهة «بوليساريو» معاودة استئناف الجولة الخامسة من مفاوضات مانهاست حول الصحراء بإبعاد الموفد الدولي بيتر فان فالسوم(الصورة) الذي توسط في الجولات الأربع الماضية التي عُقدت في ضواحي نيويورك. وذكرت مصادر صحراوية أن الموقف من خلاصات الموفد الدولي الذي اعتبر خيار استقلال الإقليم «غير واقعي» والتلويح بالعودة إلى حمل السلاح هيمنا على احتفالات الجبهة بذكرى انطلاق «الكفاح المسلح» والتي شملت تنظيم عرض عسكري لمقاتلي «بوليساريو» في تيفاريتي شرق الجدار الأمني. "" ولم يصدر عن الرباط أي موقف رسمي إزاء هذه التطورات، فيما أكد مسؤول رفيع المستوى التزام الرباط استمرار التعاون مع الأممالمتحدة، وقال إن بلاده مستعدة للمشاركة في جولة مانهاست المرتقبة على أسس ومنطلقات جديدة، في إشارة الى خيار الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب إلى مجلس الأمن. ويسود اعتقاد في الرباط أن الموفد الدولي بيتر فان فالسوم الذي رعى الجولات الأربع السابقة من المفاوضات مؤهل للاستمرار في الدور المنوط به، كما أكدت ذلك مصادر الأممالمتحدة. إلا أنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد الجولة المقبلة من المفاوضات التي كانت الأطراف المعنية كافة أبدت استعدادات مبدئية لمواصلتها وفق رغبة الأممالمتحدة. إلى ذلك دخلت موريتانيا على خط المطالبة بفتح تحقيق حول رعايا يتحدرون من أصول موريتانية قالت إنهم فقدوا في مخيمات تندوف جنوب غربي الجزائر. ووجّه الحزب الديموقراطي الاشتراكي في نواكشوط أمس نداء دعا فيه الى فتح تحقيق دولي حول اختفاء 150 من الرعايا الموريتانيين في ظروف وصُفت بأنها «غامضة»، وحض الحكومتين الموريتانية والجزائرية على التعاون في كشف مصير اولئك الرعايا الذين قدّم ذووهم شهادات حول ظرف اختفائهم. وتعتبر هذه المرة الأولى التي يطالب فيها حزب سياسي موريتاني بكشف مصير رعايا كانوا يقيمون في مخيمات تندوف. من جهة أخرى، أجرى وزير الداخلية المغربي شكيب بن موسى الذي يزور موريتانيا للمشاركة في مؤتمر وزراء داخلية دول غرب البحر المتوسط، محادثات مع وزيرة الداخلية الفرنسية ميشيل اليو ماري عرضت إلى ملفات التعاون في «الحرب على الإرهاب» والتصدي للهجرة غير الشرعية ورقابة الحدود. وتأتي زيارة المسؤول المغربي لنواكشوط في نطاق التحضير لزيارة رسمية ينتظر أن يقوم بها العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى موريتانيا، ستكون الأولى من نوعها في عهد الرئيس الموريتاني ولد الشيخ عبدالله الذي انتُخب العام الماضي. وتعرف العلاقات المغربية - الموريتانية تحسناً مطرداً منذ الانقلاب الذي اطاح الرئيس السابق معاوية ولد سيدي أحمد الطايع في صيف 2005. تشارك موريتانيا في مفاوضات الصحراء بوصفها طرفاً مراقباً إلى جانب الجزائر.