أعرب الرئيس الأميركي جورج بوش عن دعم بلاده خطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لإنهاء نزاع الصحراء. وكشفت مصادر رسمية في الرباط أن الرئيس الأميركي بعث برسالة إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس حول تطورات الملف أكد من خلالها "الموقف الوطني الواضح للولايات المتحدة" الذي يعتبر أن "حكماً ذاتياً موسعاً تحت السيادة المغربية يعتبر الحل الوحيد الممكن للنزاع المرتبط بالصحراء"، وان "وجود دولة مستقلة في الصحراء ليس خياراً واقعياً" معرباً عن أمله في أن "ترى أطراف النزاع وهي منخرطة بعمق أكثر في عملية المفاوضات الجارية" كما طالب بذلك مجلس الأمن في قراراته الأخيرة التي حضت الأطراف المعنية على الدخول في مفاوضات موسعة "في إطار روح الواقعية والوفاق". ويأتي الموقف الأميركي عشية المشاورات التي سيقودها الموفد الدولي بيتر فان فالسوم لتحديد موعد الجولة الخامسة من مفاوضات مانهاست التي كان المغرب وجبهة "بوليساريو" والطرفان غير المباشران الجزائر وموريتانيا وافقوا عليها مبدئياً في ختام الجولة الرابعة من المفاوضات. ولاحظت مصادر ديبلوماسية أن الموقف الأميركي ينحو في اتجاه دعم الخلاصات التي توصل إليها فان فالسوم حين أقر أمام مجلس الأمن الدولي أن خيار استقلال الصحراء "ليس واقعياً". بيد أن قياديين في "بوليساريو" رهنوا المشاركة في المفاوضات المقبلة بإبعاد الموفد الدولي فالسوم الذي اتهموه بالانحياز للطرح المغربي. وجددت الرباط، في غضون ذلك، استعدادها للمشاركة في جولة مانهاست المرتقبة من منطلق الحوار حول صيغة الحكم الذاتي "ولا شيء غير الحكم الذاتي". لكن قياديين في "بوليساريو"انتقدوا الموقفين الفرنسي والأميركي حول قضية الصحراء وهددوا بمعاودة حمل السلاح، ما يضفي - بحسب أكثر من مراقب - أبعاداً مهمة على موقف واشنطن، أقلها الحرص على استقرار المنطقة ورفض الزجّ بها في صراعات عسكرية. يُذكر أن الإدارة الأميركية كانت وراء إنهاء ملف الأسرى المغاربة الذين كانوا معتقلين في تندوف إبّان سنوات حرب الصحراء. وبدأ سريان وقف النار في مطلع 1991 من دون أي انتهاك، باستثناء الشكاوى التي تقدم بها المغرب إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن حول تعرّض المنطقة العازلة، وتحديداً في تيفاريتي، شرق الجدار الأمني الذي أقامته القوات المغربية، الى تحركات عسكرية ومدنية يعتبرها المغاربة محظورة بموجب اتفاق وقف النار. من جهة ثانية، أكد المغرب انخراطه الكامل في الجهود الدولية الرامية الى محاربة الإرهاب. وقال كاتب الدولة المغربي في وزارة الخارجية أحمد لخريف أمام الاجتماع السنوي لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي في كمبالا إن المغرب يرفض كل أشكال الارهاب ومبرراته "المتعارضة مع التعاليم السمحة للدين الاسلامي". ودعا إلى تفعيل آليات العمل الإسلامي والحفاظ على روح التضامن والوفاق و إبعاد المنظمة عن كل الخلافات التي تضعفها وتقوّض أسسها.