كشفت مصادر صحفية موريتانية أن الملك محمد السادس قرر تأجيل زيارته للجارة الجنوبية، في وقت نفى فيه مصدر مهم في وزارة الخارجية الموريتانية علمه بتحديد مسبق لزيارة الملك. وقال ذات المسؤول الموريتاني، في تصريح لوكالة «الأخبار» الموريتانية المستقلة: «إن وزارة التشريفات والأوسمة المغربية لم تبلغ الطرف الموريتاني حتى الآن بأي جديد حول الزيارة المرتقبة للعاهل المغربي لموريتانيا». وقالت المصادر ذاتها إن الزيارة الملكية تأجلت بسبب ما سمته ب«الظروف الأمنية»، فيما رجحت مصادر صحفية أخرى أن تكون التصريحات التي أدلى بها رئيس البرلمان الموريتاني، مسعود ولد بلخير عقب عودته من الرباط، وراء تأجيل الزيارة، وقد تعززت هذه الفرضية بما تردد من تصريحات أخرى أطلقها في الجزائر يحيى ولد الواقف، الوزير الأول الموريتاني الجديد المعين قبل شهر. وكان رئيس البرلمان الموريتاني مسعود ولد بلخير قد صرح في وقت سابق لوكالة «الأخبار» الموريتانية بأن «موريتانيا تدعم المبادرة الجديدة للمملكة المغربية في الحل السلمي والعادل لقضية الصحراء»، فيما أعلن عقب انتهاء زيارته للمغرب أنه «أبلغ نظيره المغربي بالموقف الموريتاني الداعم للمبادرة المغربية»، قبل أن يعمد إلى توزيع بيان على وسائل الإعلام بنواكشوط مباشرة بعد عودته من المغرب يعلن فيه أن «كل الاتصالات واللقاءات التي أجريتها في المملكة المغربية كانت بالنسبة إلي فرصة للتذكير وبكل وضوح بالثوابت التالية التي تلخص موقف بلدنا من هذا النزاع وهي: دعم كل حل متفق عليه من طرف الأممالمتحدة، واستعدادنا الكامل للسعي من أجل تقارب أطراف النزاع». إلى ذلك، ذكرت وكالة أنباء «الأخبار»، في قصاصة لها على لسان بعض الأوساط السياسية الموريتانية، أن التصريحات التي أطلقها ولد بلخير في الرباط أثارت غضب الجزائريين، وكانت وراء التعثر الدبلوماسي الذي حدث للوزير الأول يحيى ولد أحمد الواقف في مطار الجزائر، كما أثارت حفيظة الصحراويين الذين هاجموا الرئيس ولد بلخير في مقالات نشرتها مواقع عربية مهتمة بالشأن الإقليمي. ومعلوم أن الملك محمد السادس كان قد قرر في وقت سابق تأجيل زيارته لموريتانيا خلال شهر فبراير الماضي، وقيل وقتها إن تقارب وزير الخارجية الموريتاني المقال، محمد السالك ولد محمد الأمين، مع جبهة البوليساريو خلال قمة الاتحاد الإفريقي الأخير بأديس أبابا، بالإضافة إلى تهديدات تنظيم إرهابي متصل بالقاعدة، كانا وراء تأجيل زيارة محمد السادس السابقة. يُشار في الأخير إلى أن مصادر صحفية موريتانية كشفت عن تسلم الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ عبد الله، لرسالة من الملك محمد السادس لدى مشاركته في قمة روما للغذاء المنعقدة قبل أيام، نقلها إليه وزير الخارجية المغربي، مما «قد يفسر وجود تطورات جديدة في الملف يتحفظ الطرفان على ذكرها»، تضيف وكالة أنباء «الأخبار» المستقلة الموريتانية.