اقترب العاهل المغربي من إكمال شهر من العطلة التي يقضيها خارج أرض الوطن، في وقت لازالت وزارة الداخلية المغربية تبقي على «التأهب العام» الذي عادة ما يتم العمل به كإجراء احترازي وأمني في تنقلات وأسفار الملك الخارجية. واستنادا إلى مصادر صحفية فرنسية، فإن محمدا السادس نزل ضيفا على والدته بمدينة نويي الفرنسية التابعة لمنطقة نهر السين العليا شمال الضاحية الباريسية، حيث قرر قضاء عطلته الشخصية بين أحضانها. هذا ونفت ذات المصادر أن يكون العاهل المغربي قد استقر بمحطة «كورشوفيل» الثلجية لممارسة رياضة التزلج على الجليد، وأكدت بالمقابل أن والدته تمتلك إقامة خاصة بها بمدينة نويي حيث تستقر لفترات طويلة. وكان محمد السادس قد غادر المغرب بعد شهور من الزيارات الميدانية المكثفة للأقاليم والولايات والقرى، فيما أُعلمت مصالح قصر الإيليزي بالزيارة الخاصة للملك إلى فرنسا ووضعت رهن إشارته ترتيبات أمنية وتقنية حتى تمر عطلته في أحسن الظروف. هذا وتعد مدينة نويي أحدى أشهر المدن التي يستقر بها مشاهير الفن والسياسية والصحافة الفرنسية، كما أنها تعتبر معقل نفوذ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي بقي على رأس عمادتها منذ سنة 1983 حتى سنة 2002، وبها تستقر ليليان بيتونكور أغنى امرأة في العالم، بجانب أشهر مقدم برامج تلفزيونية مارك أولفيي فوجيل، وأشهر صحفي فرنسي باتريك بوافر دارفور، بالإضافة إلى احتضانها لإقامات كل من المغنية لارا فابيان، والممثل جيرار دو بارديو، والكوميدي فرانك ديبوس. وفي غضون ذلك أشارت مصادر صحفية موريتانية إلى احتمال تأجيل الزيارة التي كان من المتوقع أن يقوم بها العاهل المغربي الملك محمد السادس لنواكشوط خلال النصف الأول من الشهر الجاري، مضيفة أن هناك عدم رضى على تصرفات وصفت بالمتكررة لوزير الخارجية الموريتاني محمد السالك ولد محمد الأمين فسرت على أنها انحياز رسمي لجبهة البوليساريو. وكانت تقارير استخباراتية مغربية قد رفعت إلى الملك تفيد ب«الملازمة الدائمة لوزير الخارجية الموريتانية لوزير الخارجية في حكومة البوليساريو طيلة قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة أخيرا في أديس أبابا، وقال الموقع الإخباري الموريتاني «صحراء ميديا» إن الجانب المغربي يؤاخذ وزير الخارجية على لجوئه إلى ناشط معروف في جبهة البوليساريو يقيم في أنغولا لتسوية أوضاع الموريتانيين هناك. هذا، وكشف ذات المصدر أن الوفد المغربي برئاسة وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري ومدير مكتب الدراسات والمستندات محمد ياسين المنصوري، كان قد تعمد التوجه إلى نواكشوط في الوقت الذي كان فيه وزير الخارجية الموريتاني خارج البلاد في زيارة لدولة اسكندنافية.