استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا            تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    هجوم ماغديبورغ.. الشرطة الألمانية تُعلن توجيه تهم ثقيلة للمشتبه به    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    رشاوى الكفاءة المهنية تدفع التنسيق النقابي الخماسي بجماعة الرباط إلى المطالبة بفتح تحقيق    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    نادي المغرب التطواني يقيل المدرب عزيز العامري من مهامه    الشيلي ترغب في تعزيز علاقاتها مع المغرب في ميدان البحث العلمي    العرائش: الأمين العام لحزب الاستقلال في زيارة عزاء لبيت "العتابي" عضو المجلس الوطني للحزب    مقاييس الأمطار المسجلة بالمملكة خلال ال 24 ساعة الماضية    بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الجيش الباكستاني يعلن مقتل 16 جنديا و8 مسلحين في اشتباكات شمال غرب البلاد    بيدرو سانشيز: إسبانيا تثمن عاليا جهود جلالة الملك من أجل الاستقرار الإقليمي    سويسرا تعتمد استراتيجية جديدة لإفريقيا على قاعدة تعزيز الأمن والديمقراطية    ترامب يهدد باستعادة السيطرة على قناة بنما على خلفية النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين    تفكيك أطروحة انفصال الصحراء.. المفاهيم القانونية والحقائق السياسية    مجموعة بريد المغرب تصدر طابعا بريديا خاصا بفن الملحون    المجلس الأعلى للدولة في ليبيا ينتقد بيان خارجية حكومة الوحدة ويصفه ب"التدخل غير المبرر"    الأستاذة لطيفة الكندوز الباحثة في علم التاريخ في ذمة الله    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    السعودية .. ضبط 20 ألفا و159 مخالفا لأنظمة الإقامة والعمل خلال أسبوع    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    إسرائيل تتهم البابا فرنسيس ب"ازدواجية المعايير" على خلفية انتقاده ضرباتها في غزة    أمسية فنية وتربوية لأبناء الأساتذة تنتصر لجدوى الموسيقى في التعليم    المغرب أتلتيك تطوان يتخذ قرارات هامة عقب سلسلة النتائج السلبية    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    الممثل القدير محمد الخلفي في ذمة الله    سابينتو يكشف سبب مغادرة الرجاء    مدان ب 15 عاما.. فرنسا تبحث عن سجين هرب خلال موعد مع القنصلية المغربية    الدرك الملكي يضبط كمية من اللحوم الفاسدة الموجهة للاستهلاك بالعرائش    التقلبات الجوية تفرج عن تساقطات مطرية وثلجية في مناطق بالمغرب    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    توقيف شخص بالناظور يشتبه ارتباطه بشبكة إجرامية تنشط في ترويج المخدرات والفرار وتغيير معالم حادثة سير    علوي تقر بعدم انخفاض أثمان المحروقات بالسوق المغربي رغم تراجع سعرها عالميا في 2024    جلسة نقاش: المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة.. الدعوة إلى تعزيز القدرات التمويلية للجهات    نشرة إنذارية: تساقطات ثلجية على المرتفعات وهبات رياح قوية    بطولة انجلترا.. الإصابة تبعد البرتغالي دياش عن مانشستر سيتي حوالي 4 أسابيع    دراسة: إدراج الصحة النفسية ضمن السياسات المتعلقة بالتكيف مع تغير المناخ ضرورة ملحة        اصطدامات قوية في ختام شطر ذهاب الدوري..    بريد المغرب يحتفي بفن الملحون    العرض ما قبل الأول للفيلم الطويل "404.01" للمخرج يونس الركاب    جويطي: الرواية تُنقذ الإنسان البسيط من النسيان وتَكشف عن فظاعات الدكتاتوريين    كودار ينتقد تمركز القرار بيد الوزارات    مؤتمر "الترجمة والذكاء الاصطناعي"    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    المستشفى الجامعي بطنجة يُسجل 5 حالات وفاة ب"بوحمرون"    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عُطلة الملك محمد السادس في المغرب

لازالت ظروف وأماكن إجازات الملك والعائلة الملكية محجوبة عن وسائل الإعلام، وهذا بالرغم من أن المغاربة شغوفون بحب تتبع حركات الملك والعائلة الملكية. فهل إجازات الملك والعائلة الملكية تماثل إجازات العائلات الميسورة المغربية أم أنها تمتاز بخصوصيات؟ إن الإجازة الملكية وبرنامجها مرتبط بمصاريف وتخصيص مبالغ مالية هامة، ومن هنا يبرز السؤال: هل تغطية هذه المصاريف تتم عن طريق الخزينة العامة (المالية العامة) أم من المال الخاص للملك والعائلة الملكية؟ ""
قد لا تتوفر المعلومات الكافية للجواب على مثل هذه الأسئلة بدقة، لكن هذا لا يمنع من طرح جملة من المعطيات قد تساعد على السير في درب التوصل إليه؛ هذا هو موضوع ملف هذا العدد الذي فضلنا المغامرة في تناوله رغم قلة المعلومات المرتبطة به، وهذا ليس سعيا في الإلمام بكل جوانبه، وإنما سعيا لطرح بعض منها أو بعض من المعلومات ذات العلاقة بالموضوع، مساهمة منا في مجهود تراكم المعلومات والذي من الواجب أن يكون جماعيا.
الملك والإجازات
يقضي الملك محمد السادس إجازاته في عدة أمكنة بالمغرب وخارجه، وغالبا ما يقضيها بإقامات خاصة، وأحيانا ببعض الفنادق الراقية ويتنقل بالطائرة الملكية أو طائرات خاصة أصغر. وقبل زواجه بالأميرة للا سلمى وازدياد ولي العهد، كان الملك غالبا ما يقضي إجازاته رفقة أصدقائه، "شلة أمنيزيا" وأغلبهم رفقاء المشوار الدراسي. وبعد زواجه دأب على قضاء الجزء الأكبر من إجازاته مع عائلته. ويؤكد المقربون أن مزاج الملك يتغير كليا خلال فترة الإجازات، إذ يتخلص من جملة من الإكراهات، لاسيما إكراه الوقت وإكراه البروتوكول وطقوس البلاط.
قال أحد الصحفيين الانكلوساكسونيين أن مزاج الملك خلال عطلته الصيفية يختلف كليا عن مزاجه طوال السنة. ففي الإجازات يمتاز الملك بمزاج الفنان المتحرر من جميع القواعد والإكراهات. يتحرر من كل مظاهر وقواعد البروتوكول والطقوس، يمزح كثيرا؛ ومن أشكال المزاح المستحسنة لديه تقليد بعض الشخصيات. كما أن لحظات قلقه أقل مما يكون عليه الحال في فترة العمل، ودرجة قلقه أخف في الإجازات من باقي فترات السنة.
أما البرنامج اليومي، في الغالب ما ينقسم بين ممارسة الرياضة حسب المنطقة (الجيت سكي، التزحلق على الجيلد، المشي أو العدو، السباحة) والتجول على السيارة أو راجلا، والمطالعة قبل النوم، هذا ما صرح به أحد المصادر. وخلال إجازاته يلتقي الملك محمد السادس بالكثير من الأشخاص ويستدعي بعضهم باستمرار، ومن هؤلاء جمال الدبوز.
وحسب أحد المقربين من القصر، خلال الإجازات يعمل الملك محمد السادس كل ما في وسعه حتى لا يقبل أحد يده، وعندما يضطر لاستقبال وزير من زرائه لأمر مستعجل يكون الاستقبال عاديا بعيدا عن طقوس وقواعد البروتوكول. وهذا ما يؤكد رغبة الملك الحثيتة في الابتعاد عن طقوس البروتوكول في إجازاته وتفضيله، خلالها، اتباع نمط عيش مغاير، مأكلا ومشربا وهنداما وتصرفا.
وعموما ظل الملك محمد السادس يستحسن قضاء بعض أيام عطلته في فضاءات محاطة بالطبيعة، بعيدا عن ضجيج العاصمة وآلياتها غير المتناهية. وعرف على الملك أنه غالبا ما يخرج عن برنامجه المرسوم الشيء الذي يحرج حراس الأمن كثيرا؛ إذ صرح لنا أحدهم أن العمل خلال إجازات الملك أصعب باعتبار أن مزاج الملك يختلف عن مزاجه في أوقات العمل ولا يمكن التنبؤ ببرنامجه اليومي.
ومن المحلات التي فكر الملك محمد السادس قضاء جزء من إجازاته فيها، بكاديوكو بالبنين بإفريقيا وهذا أمر استغرب له الكثيرون.
الملك والعطلة والسيارة
منذ ريعان شبابه اهتم الملك محمد السادس كثيرا بسيارات السباق والسيارات الفارهة، وقد دفعه حبه للسيارات إلى الذهاب إلى إحدى المصانع الإيطالية المشهورة بصناعة السيارات وذلك لتجريب سيارة اعتزم اقتناءها، ولم يرافقه في هذه الزيارة إلا حارسين أمنيين اثنين. وعندما كان وليا للعهد، دأب الملك محمد السادس دائما على محاولة التخلص من حراسه عندما يقود سيارته بنفسه سواء بالعاصمة الرباط، أو خارجها. وقد داق الحراس الكثير من المحن في هذا الصدد، إذ كان دائما ينتصر في التخلص منهم. وأكد لنا مصدرنا أنه كان يراوغهم بذكاء للتخلص منهم كلما مسك بمقود سيارته.
في الإجازات يخرج الملك بسيارته، يقودها بنفسه لوحده أو برفقة الأميرة للا سلمى وولي العهد. وقد شوهد أكثر من مرة، سواء بالشمال أو الجنوب، وهو يقود سيارته رفقة زوجته في مختلف شوارع طنجة أو تطوان أو أكادير أو الرباط أو الدار البيضاء دون بروتوكول، كأنه مواطن عادي جدا. ولا تتبعه إلا سيارة واحدة أو اثنتين للحراس الأمنيين دون هرج، وبدون أن يشعر بهم أحد.
وحتى عندما تقف السيارة الملكية، وقد ينزل منها الملك ليتمشى، يظل الحراس الأمنيون بعيدين. وأكد لنا شاهد عيان أنه رأى الملك محمد السادس يقود سيارته مرفوقا بولي العهد جالسا على ركبتيه بشارع بعين الدياب بالدار البيضاء، كما أكد لنا آخر أنه كان بصدد قطع طريق زعير بالرباط بمكان غير مخصص لمرور الراجلين، وكانت سيارة تمرق بسرعة، قللت من سرعتها فنظر سائقها لقاطع الطريق وأشار له بيده اليمنى بعلامة يفهم منها: "ما هذا الذي تفعل؟"، نظر الشاب جيدا إلى السائق، وبمجرد التعرف عليه تسمر بمكانه وركع احتراما لجلالته الذي حياه بإشارة وابتسامة واستكمل طريقه.
الملك والتجول راجلا
يمتاز الملك محمد السادس عن والده الملك الراحل الحسن الثاني باستحسانه للتجول راجلا في مناطق لا يخطر على بال أحد أن أقدام الملك يمكن أن تطأها. وقد شوهد الملك يتجول راجلا في أكثر من مدينة، بتطوان وطنجة والدار البيضاء ومراكش وغيرها. وبمدينة فاس مثلا عاين الكثيرون الملك يتجول راجلا بأزقتها العتيقة والتي لم يسبق أن وضع وزير أو مسؤول مركزي قدميه على أرضها.
كما أنه ليس من المستحيل خلال الإجازات الصيفية أن يعاين المغاربة العائلة الملكية بإحدى الشواطئ يحتسون مشروبا باردا بإحدى المقاهي، أو في فسحة عائلية بالسيارة أو بدونها. ومع ذلك ما زال الإعلام المغربي لم يتمكن بعد من تغطية مثل هذه الأحداث بالرغم من اهتمام المغاربة بها كثيرا، وهذا اعتبارا لامتناع المصادر على امداده بالمعطيات الكافية أو السماح له بالتغطية عن قرب كما هو الحال في أغلب بلدان العالم.
العطلة والوقت
من المعروف أن الملك محمد السادس يتعامل بعقلانية وعقلية ديكارتية إزاء الوقت، وهذا منذ اضطلاعه بمسؤولية منسق لمديرية مكاتب القوات المسلحة الملكية، في حياة والده، عندما كان وليا للعهد.
أما في العطلة فيحلو للملك التخلص من التعامل العقلاني مع الوقت؛ وقبل زواجه، يؤكد مصدرنا، في عطلته كان الملك يتخلص من جميع القواعد ومن مواعيد الأكل والنوم والاستيقاظ وضوابط الاهتمام بالهندام والمظهر، ويكاد يتبع نوعا من الحياة "البوهيمية" البسيطة. وقال أحد المقربين، كان الملك محمد السادس قبل زواجه، في عطلته يتخلى بكل الوسائل الممكنة عن إكراهات الوقت لدرجة قد يعتقد معها المرء أن العطلة بالنسبة له تعني التخلص من إلزامية مسابقة الوقت والخضوع لجبريته من خلال التنظيم المحكم وتدقيق البرنامج اليومي. علما أن الملك دأب على الاستيقاظ مبكرا لممارسة الرياضة قبل الالتحاق بمكتبه بالقصر الملكي، وهي عادة حرص عليها لاسيما بعد زواجه بالأميرة للا سلمى وبعد ازدياد ولي العهد.
العطلة والجيت سكي
ظل الجيت سكي يحتل مكانا هاما في سلم اهتمامات الملك محمد السادس، وحسب أكثر من مصدر مطلع، في غضون سنة 2003 انتقل الملك رفقة حارسين أمنيين مغاربيين إلى ورشة صباغة بضواحي بوردو الفرنسية لمعاينة إعادة ترميم أجهزة ممارسة الجيت سكي الخاصة به (حصانه البحري)، ودعا كل المشتغلين بالورش المذكور لتناول "البيتزا" في إحدى المحلات الشعبية القريبة من المكان بحضوره ومشاركته.
ونظرا للاهتمام الملكي الخاص بهذه الرياضة، تم بصددها اعتماد جائزة باسم الملك، "جائزة محمد السادس"، والتي تنظم دائما تحت إشرافه. وعرفت رياضة الجيت سكي انتشارا سريعا بالمغرب في التسعينيات، علما أن الملك محمد السادس بدأ يتعاطى لممارستها منذ ظهور "الحصان البحري"، وفعلا قد ساهم الولع الملكي بهذه الرياضة في انتشارها السريع وفي وقت وجيز بالبلاد. من الأماكن التي يمارس فيها الملك الجيت سكي، إضافة للرباط وشواطئ الشمال وأكادير، بحيرة للا تاكركوست في قمم جبال الأطلس النائية. فمنذ اعتلائه العرش دأب الملك محمد السادس على قضاء إجازته الصيفية (عادة شهرين) بالمضيق على بعد 40 كيلمتر من مدينة طنجة، ومن المعروف أن شاطئ المضيق يعتبر جنة الجيت سكي بالمغرب.
الموسيقى والعطلة
تحتل الموسيقى في إجازات الملك محمد السادس مكانة هامة في برنامجه واهتماماته اليومية، ومن المعلوم أن الملك قد سبق له، في إحدى لقاءاته الصحفية، أن كشف عن ميولاته الموسيقية، إذ قال أنه يميل إلى "الراي" و "الروك" ومختلف الموجات الموسيقية العصرية. في شبابه كان الملك محمد السادس يذهب إلى ملهى "أمنيزيا" للترويح عن النفس والابتعاد عن ضغط الدروس والدراسة. وهذا الملهى من الأماكن الشاهدة على جملة من ذكريات الملك (ولي العهد آنذاك) رفقة أصدقائه ("شلة أمنيزيا"). ومن المعروف أن هذا الملهى الكائن بالعاصمة، الرباط، ظل يستقطب أبناء الوزراء والموظفين السامين والسلك الديبلوماسي وحاشية الملك والمقربين من القصر وأثرياء العاصمة الإدارية للمملكة. وبخصوص الموسيقى وعطلة الملك، في إحدى الإجازات سنة 2003، خصص الملك محمد السادس، بباريس، وقتا لتحقيق رغبة سكنته منذ مدة وهي قضاء ليلة ساهرة بجانب المغني الفرنسي المشهور، جوني هاليدي، رغم فارق السن بينهما. وفعلا في إحدى زياراته لباريس قضى الملك سهرته في ضيافة الفنان الفرنسي المشهور بضاحية باريس وبحضور الفنانة "لاتيسيا".
الشمال وعطلة الملك
بخصوص الشمال، يبدو الفرق واضحا بين الملك محمد السادس ووالده، الملك الراحل الحسن الثاني. فبقدر ما اقترب من الشمال بقدر ما كان والده بعيدا عنه والذي لم يزره على امتداد 30 سنة إلا نادرا جدا.
وقد اعتبر الكثير من المحللين أن هذا الموقف الحسني، كان بمثابة عقاب لساكنة الشمال والذين سبق للملك الراحل أن نعتهم ب "الأوباش" سنة 1984. إلا أن الملك محمد السادس أعاد الاعتبار لهذه المنطقة ولساكنتها على جميع المستويات، ومن ضمنها قضاء إجازاته الصيفية بها.
وفي هذا الصدد يقول عبد العزيز سعود، رئيس جمعية أسمير: "في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، لم نتمكن من تنمية وانجاز ولو مركب سياحي واحد رغم المحاولات المتعددة وطرق جميع الأبواب، فالقصر كان دائما يشهر الفيتو في وجهنا"، لكن الملك محمد السادس فك الحصار عن الشمال على أكثر من مستوى. أولا أصبحت المنطقة من الوجهات المفضلة للملك لقضاء إجازاته، وهذا أمر كان له الصدى الكبير وسط الساكنة، وكانت انعكاساته مهمة على الاهتمام بالمنطقة وعلى عقلية القائمين على الأمور والمسؤولين.
وحسب المقربين من البلاط، إن الملك محمد السادس أضحى يقضي جزءا من إجازاته، ولو 3 أيام بالشمال إن تعذر أمر قضاء الإجازة كاملة؛ يمارس خلالها الملك رياضته المفضلة، الجيت سكي، وللتجول رفقة زوجته وولي العهد. وهذا يعد شكلا من أشكال المعاينة غير المباشرة لورش ميناء طنجة العزيز على قلبه.
قضى الملك محمد السادس بعض إجازاته بمنطقة الشمال، وهي المنطقة التي لم يكن والده يقضي بها إجازته. وإجازة الملك محمد السادس بهذه المنطقة، (لاسيما طنجة وتطوان) ظلت تكتسي أهمية بالغة باعتبار أن محمد السادس ظل يرعى مشروع ميناء طنجة عن قرب ويتابعه باستمرار.
وكانت أول خطوة قام بها الملك بالنسبة للشمال بمجرد اعتلائه العرش هو توقيع الرباط لشيك مبلغه 1.5 مليار أورو (16 مليار درهم) المخصصة لمشروع ميناء طنجة ومنطقته الحرة.
العطلة الملكية بأغادير
من المدن التي يقضي بها الملك محمد السادس عطلته مدينة أكادير، إذ يستقر بالقصر الملكي المشيد هناك غير بعيد عن شاطئ المحيط الأطلسي، الذي لم يكن يعمره والده الملك الراحل الحسن الثاني، لاسيما وقد تناسلت حوله إشاعة احتلاله من طرف الجن. هناك بأكادير دأب الملك محمد السادس على الخروج من الباب الخلفي للقصر الملكي المطل على الشاطئ والمحيط ويتجه نحو البحر ليغطس غطسة قبل الانطلاق على "حصانه البحري" الأزرق لممارسة رياضيته المفضلة الجيت سكي، وغالبا ما كان يخرج من القصر صباحا وحده، ولا يرافقه حراس الأمن الذين يظلون بعيدين عنه يحرسون الجانب الخلفي للقصر الملكي من بعيد.
وهذا ما يؤكد من جديد أن رياضة الجيت سكي ظلت تلعب دورا كبيرا في اختيار مكان قضاء العطلة الملكية السنوية. حيث دأب الملك محمد السادس على تخصيص جزء مهم من إجازاته الصيفية لقضاء فترة بالشاطئ تتوزع بين الشمال (تطوان والمضيق) والجنوب (أكادير). وحسب مصدرنا قد لا يكون غريبا أن يفكر الملك محمد السادس في قضاء جزء من إجازته بإفريقيا، لاسيما في المناطق الشاطئية، لممارسة الجيت سكي. وفي هذا الصدد سبق لأسبوعية "المشعل" أن نشرت أن الرئيس السينغالي سبق له أن وهب للملك قطعة أرضية على شاطئ البحر بمدينة "دكار" لتشييد إقامة صيفية، تماشيا مع ميول جلالته لشغفه الكبير بالحصان البحري (جيت سكي).
الملك والرياضة في العطلة
إذا كان الملك محمد السادس دأب على ممارسة جملة من الرياضات على امتداد السنة، فإنه يخصص حيزا مهما من إجازته للتمتع بالتعاطي لبعضها. ومن الرياضات التي يحلو له ممارستها الجيت سكي والتزحلق على الجليد والسباحة والفروسية والعدو الريفي. الأكيد هو أن الملك يمارس الرياضة على امتداد السنة رغم ثقل أجندته اليومية. وقد شوهد مرات عديدة خارجا من مسبح "داوليز" على ضفاف واد أبي رقراق بالرباط في الصباح، ليلتحق بسيارته بسرعة قبل دخول مكتبه بالقصر الملكي. كما أنه دأب، منذ أن كان وليا للعهد، على قضاء جزء من عطلته الصيفية على ظهر باخرة بشواطئ الشمال (أسمير على وجه الخصوص)، ولم يكن يغادرها إلا لماما لجولة على الشاطئ أو بمدينة تطوان أو طنجة. ومن الرياضات التي يمارسها الملك من حين لآخر خلال إجازاته، رياضة الغطس في الأعماق، لاسيما في الصيف. وعلى امتداد السنة يمارس جلالته ركوب الخيل، وهو المولع بالفرس الأصيل والجولات على ظهر الخيل، لاسيما في المدن المحتضنة لنوادي عريقة لركوب الخيل والفروسية على الصعيد الوطني (الرباط، فاس، الأطلس المتوسط).
حسب أحد المقربين للبلاط، يعشق الملك محمد السادس التزحلق على الجليد تحت السماء الزرقاء، وفيما بين نوفمبر وأبريل يقضي بعض الوقت رفقة زوجته للا سلمى في إجازات قصيرة ويستقر بإقامته الخاصة الكائنة بمنطقة جبلية تدعى "كورشوفيل" Courchevelles بالديار الفرنسية، وذلك لممارسة رياضة التزحلق على الجليد، ويبدو أن الأميرة للا سلمى تعلمت هناك المبادئ الأولى لهذه الرياضة.
التزحلق على الجليد
وحسب مصدرنا إن ولع الملك وزوجته بهذه الرياضة دفعهما للتدخل حتى يتمكن المغربي سمير أزيماني من تمثيل المغرب في الألعاب الأولمبية الخاصة بالتزحلق على الثلج، وهو من وسط فقير لا يقوى على تحمل مصاريف هذه الرياضة. وقد ازداد ولعه وتعاطيه لهذه الرياضة مع تعاطي الأميرة للا سلمى لها والتي خصصت لها وقتا كافيا لإتقان مبادئها الأساسية بمساعدة أساتذة متخصصين في المجال، أجانب ومغاربة. وعموما يمارس الملك هذه الرياضة في إجازات قصيرة خاطفة بين شهري أبريل ونوفمبر.
عرف عن الملك محمد السادس استحسانه للبساطة خلال إجازاته الصيفية، ولا عجب في هذا، إذ أنه منذ كان وليا للعهد دأب على إتباع - خلال إجازاته - نمط عيش عاد في مظهره ومتحرر من طقوس وقواعد وإكراهات البروتوكول المخزني. وقد ظهر هذا الأمر بجلاء عندما كان يقضي جزءا من إجازاته الصيفية على ظهر اليخت الملكي بمنطقة الفنيدق أو المضيق بشمال المملكة. وهذا ما عاينه الكثير من المصطافين من الفئات الشعبية. خصوصا وأن يخت جلالته كان دائما يرسو قريبا من إحدى الشواطئ الشعبية بعيدا عن الشواطئ الخاصة المحروسة، ولهذا أصبح آنذاك شاطئ سانية الطوريس (وهو شاطئ طبيعي غير مهيكل آنذاك) قبلة لأبناء الشعب رغم افتقاره لأدنى التجهيزات الضرورية ما عدا بعض الباعة المتجولين.
بتصرف عن أسبوعية المشعل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.