احتج سيون أسيدون، الناشط الحقوقي المغربي بقوة على استضافة "جامعة الأخوين" بالمغرب لندوة حول "المحرقة اليهودية"، نظمتها الجامعة التي يدرس بها أبناء الطبقات الميسورة في المغرب، في تستر تام نهاية شهر سبتمبر الماضي، بتعاون مع جمعية "كيفونيم" الصهيونية التي تتخذ من القدسالمحتلة مقرا لها. وخاطب أسيدون وهو رئيس فرع المغرب لمبادرة مقاطعة الاستثمارات الإسرائيلية وتطبيق العقوبات، في رسالة مفتوحة بعث بنسخة منها إلى موقع "لكم"، محذرا: " إننا نسعى للفت انتباهكم وانتباه سائر الجامعات المغربية إلى وجوب حماية الحرم الجامعي من التسرب الصهيوني". وأضاف أسيدون في الرسالة التي حملت أيضا توقيع "جمعية التضامن المغربي الفلسطيني"، "إن الشراكة مع المؤسسات الصهيونية بما فيها جمعية "كيفونيم" لا يتنافى وحسب مع الالتزامات الدولية للمغرب الذي يترأس لجنة القدس، بل يتعارض تعارضا تاما مع أخلاقيات اكتساب المعرفة سواء في تقاليدها الكونية أو الوطنية والتي لا ينبغي لجامعة الأخوين أن تشذ عنها". --- تعليق الصورة: سيون أسيدون وفيما يلي نص الرسالة المنفتوحة" إلى عميد جامعة الأخوين السيد إدريس أوعويشة السيد العميد، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني بالإنجليزية يوم 23 شتنبر 2011 ، مقالا تحت عنوان : "جامعة في المغرب تنظم أول ندوة حول المحرقة في الوطن العربي" وتزامن ذلك مع مقال حول نفس الموضوع تم نشره في الطبعة الإلكترونية ل نيويورك تايمز . وهكذا علمنا أن جمعية " كيفونيم " الصهيونية عقدت في إفران يومي 21 و 22 شتنبر ملتقى دراسيا احتضنته الجامعة التي تترأسونها، و قرأنا في المقالين المذكورين أنه تم في جامعتكم إعادة عرض إحدى المسرحيات المستهلكة للدعاية الصهيونية، ألا وهي الاتجار المخزي بجريمة الإبادة التي تعرض لها اليهود في أوروبا على يد النازيين والتي يتم تسويقها كحدث استثنائي في تاريخ البشرية تحت مسميات مثل "الهولوكوست " أو "المحرقة " بقصد تبرير استعمار فلسطين. ولأن الدعاية الصهيونية لا تعوزها الوسائل والإمكانيات لتبرير ما لا يمكن تبريره، فهي قادرة على توظيف جرائم النازيين في ذات الوقت الذي تستغل فيه تقاليد التسامح وتعايش الأديان في بلادنا. السيد العميد، إن الإطلاع على الموقع الإلكتروني لجمعية " كيفونيم "لايدع مجالا للشك أو التساؤل حول طبيعتها وأهدافها الصهيونية. فالموقع يخبرنا مثلا أن الجمعي ة"مقرها القدس..." وأنها "تثمن الإنجازات العظيمة والتاريخية لدولة إسرائيل..." وفي الحقيقة لا يوجد أفضل من هذا الموقع لمتابعة مدى الجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني. السيد العميد، تشكل حملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها أو ما يعرف عالميا باسم BDS، والمستوحاة من تجربة جنوب إفريقيا المنتصرة على نظام الفصل العنصري، استمرارية لقرارات جامعة الدول العربية القاضية بمقاطعة إسرائيل. ولقد انطلقت هذه الحملة السلمية التي ترتكز على المجتمع المدني عبر العالم تجاوبا مع نداء أطلقته مجموع مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في 9 يوليوز 2005. وتعد المقاطعة الأكاديمية التي تحظى بنجاح وصدى متزايد في جامعات العالم بما فيها جامعات الولاياتالمتحدةالأمريكية، إحدى الوجوه الهامة لهذه الحملة. هل يعقل أن تتجاهل جامعة ما الجرائم التي ارتبطت باحتلال فلسطين كما وقعت في الماضي وكما تقع الآن؟ هل من الممكن تناسي عمليات التطهير العرقي الذي نفذتها وتنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين منذ أن طردت معظمهم وحولتهم إلى لاجئين في عام 1948؟ وسياسة الاستيطان اللانهائية؟ والاستيلاء على أراضي الفلاحين ومائهم؟ وبناء جدار الفصل العنصري الذي أدانته محكمة العدل الدولية في لاهاي؟ والحصار الجائر المفروض على غزة؟ وتهويد القدس؟ إن الشراكة مع المؤسسات الصهيونية بما فيها جمعية "كيفونيم" لا يتنافى وحسب مع الالتزامات الدولية للمغرب الذي يترأس لجنة القدس، بل يتعارض تعارضا تاما مع أخلاقيات اكتساب المعرفة سواء في تقاليدها الكونية أو الوطنية والتي لا ينبغي لجامعة الأخوين أن تشذ عنها. السيد العميد، إننا حيث نستنكر بشدة مناورات جمعية "كيفونيم" في جامعة الأخوين، فإننا نسعى للفت انتباهكم وانتباه سائر الجامعات المغربية إلى وجوب حماية الحرم الجامعي من التسرب الصهيوني، كما نهيب بكل الأكاديميين تلبية نداء حملة المقاطعة BDS وخاصة في شقها الأكاديمي. وتفضلوا السيد العميد بقبول فائق الاحترام. التوقيع: جمعية التضامن المغربي الفلسطيني مبادرة BDS المغرب (www.bdsmaroc.org ) يوم 30 شتمبر 2011