كشفت يومية «هآرتس» في عددها ليوم الجمعة 23 شتنبر 2011 عن احتضان نادي ميمونة الطلابي بجامعة الأخوين بإفران في الأسبوع الماضي لملتقى حول «المحرقة واليهود المغاربة» بدعم من برنامج KIVUNIM للتعليم اليهودي الدولي، لمديرها « بيتر غيفن» والذي يستهدف الطلاب الأمركيين عامة واليهود منهم خاصة في برامج خارجية ضمنها إسرائيل كما جاء في «هآرتس» ، وكان لافتا احتفاءا اليومية الإسرائيلية بالنشاط المذكور، والذي قدمت عنه تقريرا مفصلا اعتبرته الأول في موضوعه في العالم الإسلامي، وقد رفض غسان الصالحي، نائب رئيس نادي «ميمونة»، نفي أو تأكيد وجود طلبة إسرائيليين، واكتفى بالقول في تصريح ل»التجديد»، لسنا مسؤولين عن هويتهم، ولا يمكننا التدقيق في جوازات سفرهم لمعرفة ذلك. وبعدما شدد الناشط الحقوقي المغربي ضد الصهيونية، سيدون اسيدون، على أنه يتحدث كمواطن مغربي مدافع عن حقوق الإنسان، ولا يتمتع بصفة الحديث باسم المواطنين المغاربة المنتمين للطائفة اليهودية، اعتبر في تصريح ل»التجديد»، أن ما جرى في إفران، «يندى له الجبين، ويراد منه تكريس مشروعية الكيان الصهيوني»، ويرى أسيدون أنه هناك إرادة لجعل محاولة إبادة جنس، يضيف المتحدث، «التي هي جريمة ضد الإنسانية، وقام بها النازيون ضد اليهود، يريدون جعلها استثناءا، ويسمونها بأسماء أرفضها، كالمحرقة والهلوكوست»، واعتبر أسيدون أن هناك عدة جرائم ضد الجنس ارتكبت على مر التاريخ، «واضطهاد اليهود ليس استثناءا، ولا يبرر ما تقوم به الصهيونية من جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني، ولا يمكن أن نقبل بسياسة الكيل بمكيالين»، وعاتب أسيدون السلطات المغربية، التي اعتبرها ترحب مرة أخرى بمثل هذه التظاهرات، الغرض منها حسب قوله، «محاولة التأثير في أذهان الشباب المغربي، لإثبات مشروعية الكيان الصهيوني»، وتسائل أخيرا، «لماذا لا تنظم لجنة القدس ندوات في الجامعات الأمريكية، من أجل تفسير ما تقوم به الصهيونية من جرائم ضد الشعب الفلسطيني». واستنكر عبد العزيز الهناوي، نائب منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة تنظيم هذا النشاط في هذه الظرفية الحرجة. وقال الهناوي في تصريح ل»التجديد»، «أتساءل، هل نظمت جامعة الأخوين، أنشطة تستحضر مجازر الكيان الصهيوني، وتناقش محرقة غزة وقانا ودير ياسين، أم أن الدماء التي سالت زرقاء وليست حمراء»، ويرى الهناوي أنه «يتم الآن، استغلال جريمة الهولوكوست لمصلحة التطبيع في العالم العربي، رغم ان المغرب ليست له مشلكة مع الهولوكوست بل إنه استطاع حماية اليهود المغاربة من آثارها» يضيف المتحدث، «بل مشكلته اليوم هي مواجهة الحصار الظامل على الشعب الفلسطيني في غزة ودعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية على مستوى الاممالمتحدة»، وها ما اعتبره «ابتزاز للدولة وللشعب المغربي». و عرف الملتقى مشاركة «مايكل بيرنابوم»، مدير أحد المعاهد المتخصصة في «استكشاف الآثار الأخلاقية والدينية للمحرقة اليهودية، في الجامعة الأميركية في لوس انجليس»، وشغل منصب مدير معهد أبحاث «المحرقة»، في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقدم خلال الملتقى، عرضا حول، «شبح التهديد لليهود المغاربة: المحرقة النازية في أوروبا». ومن بين الشخصيات التي حضرت الملتقى، القنصل الأمريكي، وأندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، وسيرج برديغو الكاتب العام للطائفة اليهودية بالمغرب، وشمعون ليفي، الأمين العام لمؤسسة التراث الثقافي اليهودية- المغربية، وتضمن ملف الملتقى أسماء العشرات من الشخصيات المغربية والأجنبية، بينهم السفير الأمريكي بالمغرب، بالإضافة لأسماء عدد من الطلبة الذين تم تقديمهم كممثلين للجامعات المغربية، وبالخصوص، جامعات فاس ومراكش والرباط والدار البيضاء. وخلال أشغال الملتقى، اعتبر أندري أزولاي في كلمة له، أنه «في الوقت الذي كانت فيه أوروبا فريسة للوحشية النازية، فإن المغرب وبلدان أخرى بالضفة الجنوبية للمتوسط كانت تنبعث منها شعلة الحرية والأمل»، وبينما اعتبر سيرج برديغو، الكاتب العام للطائفة اليهودية بالمغرب، أن اليهود المغاربة، كانوا يحظون بالحماية الكاملة للملك الراحل محمد الخامس، وذلك في عرض له حول «تهديدات الحياة اليهودية في ظل نظام فيشي وتصرفات الملك محمد الخامس»، تطرق شمعون ليفي، الأمين العام لمؤسسة التراث الثقافي، اليهودية- المغربية، إلى ما سماه ب»وضعية اليهود المغاربة في عهد نظام فيشي»، وذكر بأنه «كان شاهدا على الكثير من الأحداث والقرارات العنصرية المعادية للسامية، التي استهدفت اليهود المغاربة، والإهانات وسوء المعاملة والطرد من المدارس». من جهة أخرى، عرف الملتقي بتقديم شهادة ل»إليزابيث سيترون»، والتي قدمها المنظمو باعتبارها «إحدى الناجين من المحرقة والبالغ عمرها الآن 80 سنة»، وذكرت طريقة توقيفها سنة 1940، عندما كانت تبلغ من العمر 10 سنة، رفقة والدتها وجدتها برومانيا، «وكيف تمكنت من تجنب غرف الغاز والقتل في مجموعة من مخيمات الاعتقال في ألمانيا وغيرها»، كما تقول. وفي سياق متصل، أبدى عدد من طلبة جامعة الأخويين استغرابهم واستيائهم من تنظيم النشاط المذكور، وذكر أحدهم أن تفاصيل الملتقى ظلت طي الكتمان، وكانت الحضور خاص جدا، قبل أن يفاجئوا بما نشر في موقع هأرتس، وعبر آخرون عن استيائهم من خلال تعليقاتهم بصفحة نادي «ميمونة» بالفايسبوك، وهو ما دفع القائمين عليها بجعلها صفحة خاصة وإغلاقها في وجه العموم.