في أول رد فعل رسمي له حول بيان الحكومة الذي اتهمه بخدمة مصالح أعداء المغرب، قال حزب "العدالة والتنمية"، إن"الحملة المنسقة للتشهير والتخويف" التي تستهدفه "لن تجدي نفعا وقد تعود مند زمان على مثل هذه البيانات السيئة الذكر والمنسوب بعضها إلى غير أصحابها الذين لا يجرؤون على تحمل مسؤولية ما يقولون وما يفعلون إلى أن تمر العواصف" . وهاجم البيان الصادر عن الحزب من وصفها ب "القوى المضادة للإصلاح"، التي قال إنها "تربصت لمرور ما تعتبره عاصفة عابرة لتعود إلى ممارساتها القديمة ومناوراتها التي كادت أن تؤدي إلى فتح أفاق البلاد على المجهول". معتبرا أن البيان الذي وصفه ب"البلاغ البئيس"، في إشارة إلى بيان حكومة عباس الفاسي، هو مجرد "مؤامرة من تلك المناورات". وكانت حكومة الفاسي قد أصدرت بيانا تتهم فيه جهات دون أن تذكرها بالاسم "بخدمة أعداء الوطن والديمقراطية" لأنها ا شككت في ضمانات نزاهة الانتخابات المقبلة، وهو ما اعتبر بأن فيه إشارة إلى حزب العدالة والتنمية". من جهة أخرى انتقد بيان رفاق بنكيران (عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحرب)، ما أسماه ب "بتحكم الإدارة في الحياة السياسية عامة والاستهداف المباشر للعدالة والتنمية" منذ 16 ماي 2003، مستندا إلى أن وثائق ويكيليكس وغيرها كشفت مثل هذا الاستهداف، الذي نسبه البيان إلى "الحزب السلطوي الجديد"، في إشارة إلى حزب "الأصالة والمعاصرة" "الذي جند له الأعضاء ومكن من تغطية دوائر 2009 بما لم يقدر عليه غيره ومنح المرتبة الأولى وشكلت له الأغلبيات وسخرت له الإدارة الترابية ووظف لصالحه القضاء ليسيطر على بعض المدن والجهات". وأوضح البيان أن أحداث اكديم إزيك، بالعيون الذي يتهم حزب رفاق بنكيران حزب "الأصالة والمعاصرة" بالوقوف ورائها، بينت "أن المشكل ليس في العدالة والتنمية ولكنه في منطق التحكم الذي لا يمكنه أن يجر على المدى الطويل إلا المخاطر". إلى ذلك أشار البيان إلى أن "حزب العدالة والتنمية ينبه إلى أن هؤلاء الانتفاعيين فشلوا في تدبيرهم للشؤون وكادوا يشعلوا حرائق في جلباب الوحدة الوطنية والترابية كما هو معروف عند الجميع وعرضوا الوطن لعاصفة الربيع العربي التي لم تنته أمواجها بعد. إن هؤلاء لن يوفقوا اليوم وهم يعودون إلى نفس ممارساتهم الفاشلة وأساليب المناورات والصفقات واختلاق الأحزاب والتحكم عن بعد في القضاء والعمال والولاة وضبط الإيقاع بوسائل غير ديمقراطية وهذا لا يجدي على المدى البعيد وخصوصا في زمن تنادي فيه الشعوب بالكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية" . وختم بيان الحزب بالتأكيد على أن " حزب العدالة والتنمية لم يغير مبادءه ولن يغير قناعاته الراسخة بالاستمرار في بذل الجهد لانجاز الإصلاح في إطار الاستقرار إذ لا استقرار بدون إصلاح ولن يتراجع عن قناعاته ومواقفه، وكما تحمل مسؤوليته في عدم تأجيج الشارع بالأمس القريب فسوف يتحمل مسؤوليته اليوم كاملة مهما كلفه ذلك في الوقوف في وجه قوى التحكم المضادة للإصلاح والتي لا تريد أن تتغير الأحوال نحو الأفضل لعدم استعدادها للتنازل عن مصالحها وامتيازاتها غير المشروعة ولن يعدم شرفاء يشاركونه في ذلك حتى تستقيم الأوضاع والله ولي التوفيق". --- تعليق الصورة: عبد الإله بنكيران مع فؤاد عالي الهمة مؤسس "الأصالة والمعاصرة" (يمين الصورة).