هيمنت قضية قطع العلاقات الديبلوماسية بين المغرب وإيران على اجتماع الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الذي احتضنه، أول أمس الخميس، بيت القيادي في الحزب مصطفى الرميد بالدار البيضاء. خلال هذا الاجتماع، الذي غاب عنه الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران لوجوده في غزة، قدم نائب الأمين العام عبد الله باها عرضا مفصلا حول اللقاء الأخير الذي جمع، ليلة الإثنين المنصرم، محمد المعتصم المستشار الملكي مع زعماء الأحزاب السياسية في الأغلبية والمعارضة الممثلة في البرلمان. وذكر باها في عرضه بالكلمة التي ألقاها أمام مستشار الملك، وهي الكلمة التي أعرب فيها باها عن رفضه أن توجه للحزب بعض الاتهامات التي تشكك في ولائه للوطن وثوابت الدولة المغربية، في إشارة إلى استياء بعض الجهات في السلطة من الزيارة التي قام بها وفد من حزب العدالة والتنمية إلى إيران، وهي الزيارة التي قال بخصوصها باها أمام محمد المعتصم في لقائه مع زعماء الأحزاب إنها كانت قبل أن يقرر المغرب قطع علاقاته الديبلوماسية مع إيران، قبل أن يشير إلى أن الحزب لم يكن ليسافر إلى إيران لو كانت علاقات البلدين سيئة. «ثم إن وفد العدالة والتنمية سافر إلى إيران من أجل التضامن مع القضية الفلسطينية وليس من أجل أي شيء آخر». باها، في عرضه خلال هذا الاجتماع للأمانة العامة للحزب، قال إنه اعتبر في كلمته أمام مستشار الملك في لقائه الإخباري مع زعماء الأحزاب السياسية، أن قرار المغرب بقطع علاقاته الديبلوماسية مع إيران لا يخدم موقف الوحدة بين دول العالم الإسلامي، وكان المطلوب أن تبقى هذه العلاقات في حدود موقف التجميد وليس القطع. ولم تخرج كلمة مصطفى الرميد الذي كان على رأس وفد العدالة والتنمية إلى إيران، عن المنحى الذي سارت فيه كلمة عبد الله باها الداعية إلى تطويق هذه الأزمة مع إيران لتعود العلاقات بين البلدين إلى وضعها الطبيعي في أقرب وقت، غير أنه لم يفته أن يشير في تقرير موجز عن زيارته إلى إيران بأنهم في الحزب واعون بأن الإيرانيين يغتنمون أي مناسبة من المناسبات، مثل المؤتمر الأخير حول فلسطين لتحقيق بعض المكاسب السياسية لبلدهم. وهو الأمر الذي اعتبره الرميد عاديا وتقوم به جميع الدول، لكن غير العادي، في نظر بعض قياديي الحزب، هو تأبيد الأزمة مع إيران. وحول الدور الذي يمكن أن يقوم حزب العدالة والتنمية في هذه الأزمة التي نشبت بين المغرب وإيران، قال سعد الدين العثماني مسؤول العلاقات الدولية للحزب في اتصال مع «المساء» إن الدولة ليست في حاجة إلى الحزب في هذه الأزمة مع إيران، مشيرا إلى أنه يتمنى أن تكون هذه الأزمة مع الإيرانيين سحابة صيف عابرة لتعود علاقات البلدين إلى وضعها الطبيعي. أما بخصوص الانتقادات التي وجهت إلى الحزب بعد زيارته الأخيرة إلى إيران من طرف جهات مقربة من السلطة، وهي الانتقادات التي وصلت إلى حد الدعوة إلى حل الحزب، فقد قال العثماني «إن كل هذه الدعوات لن يكون لها صدى، ولا أظن أن الدولة ستنساق وراءها»، مشيرا إلى «أن الحزب عاش في أحداث 16 ماي ما يشبه مثل هذه الحملات التي تستهدف وجوده، غير أن المسؤولين في الدولة تصرفوا معها بحكمة». خالد الناصري الناطق الرسمي باسم الحكومة قال في معرض تعليقه على هذه الانتقادات الموجهة إلى حزب العدالة والتنمية في سياق الأزمة الحالية بين المغرب وإيران «إن الحكومة رسميا لم تتخذ من هذه التحركات للحزب أي موقف، ولكل الحق في أن يقوم بالتحركات التي يؤمن بها»، غير أن الناصري أشار في المقابل في اتصال مع «المساء» قائلا «لكن رأيي الشخصي هو أن الانتماء إلى الوطن يجب أن يكون هو المرجع الأول».