"جمعة استعراض القوة" هكذا أرادها التيار الإسلامي على الرغم من اتفاقهم مع القوى السياسية على توحيد الصف وجعلها جمعة للتوافق، إلا أن أصحاب الذقون رفعوا لافتات "إسلامية .. إسلامية" وهتفوا "الشعب يريد تطبيق شرع الله" وشرعوا منذ مساء الخميس في توزيع مطبوعات على راكبي مترو الأنفاق تؤكد أن الهدف من المليونية رفض المبادئ الحاكمة للدستور عليها شعارات الإخوان المسلمين والدعوة السلفية والجماعة الإسلامية، مما جعلها بالنسبة لهم "جمعة نقض العهد". "الإسلاميون نازلين الميدان بهدف استعراض القوة ومرتبين شعاراتهم الخاصة" هكذا علق عبد الغفار شكر - أحد الوكلاء المؤسسين لحزب التحاالف الشعبي - مضيفا: الشعب المصري أتيحت له فرصة اختبار كل القوى السياسية ليرى من بقى بالتزاماته ومن لا يفي بها ومن ينقض العهد ومن يلتزم به ومن يدافع عن حقوق الشعب فعلا ومن يضع عينه على السلطة ويسعى لإرضاء المجلس العسكري. وأكد شكر على أنه إذا ثبت للمصريين أن التيار الإسلامي تيار مراوغ ولا يعطي للصدق اعتبار فإن هذا سوف ينقص من رصيده كثيرا مشيرا إلى أن السلفيين ما زالوا في بداية مشوارهم السياسي ولا يزالون يرتكبون أخطاء كبيرة وسوف يتعلمون منها إلا أن هذه الأخطاء عندما تصدر من جماعة الإخوان المسلمين مع خبرتهم السياسية الطويلة وتاريخ التعاون مع القوى السياسية المصرية ودفاعنا عنهم وعن حقوقهم في عهد مبارك فهم "ملهمش عذر" وسلوكهم هذا ترتسم حوله علامات استفهام كبرى. قال الدكتور وحيد عبد المجيد - الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية - أن ما حدث اليوم بميدان التحرير يوضح أن القيادات وممثلي التيارات الذين اتفقوا على صيغة معينة لشكل جمعة اليوم وعلى توحيد الشعارات هم ليسوا ممثلين لجماهيرهم كلها وخاصة الجماعة السلفية. وأضاف عبد المجيد في تصريحات "للدستور الأصلي" أن الشعارات الخاصة بالجماعة السلفية التي رفعت اليوم بميدان التحرير مثل "إسلامية إسلامية" و" الله اكبر" هم مجموعات متفرقة دون قيادة حيث أن التيارات السلفية بخلاف الإخوان ليسوا لهم قيادة موحدة ومن يتحدثون عنهم هم يتحدثون عن مجموعات وفئات معينة منهم وليس السلفيين كلهم. وأشار عبد المجيد أن الجماعات السلفية الموجودة على الساحة الآن والذين شاركوا في الاتفاقات واللقاءات التي أقيمت خلال الأيام الأخيرة هم يعبرون عن مجموعات قليلة وليس كل السلفيين مؤكدا أنه ما تم الاتفاق عليه خلال هذه اللقاءات هو عكس ما حدث أمس بالميدان. من جانبه قال قال باسم كامل - عضو ائتلاف شباب الثورة والقيادي بالحزب المصري الديمقراطي - أن الإسلاميين بذلك نقضوا عهدهم ولم يلتزموا به وهو ما يخالف ألف باء دين "واوفوا بالعهد".