07 يوليوز, 2017 - 09:04:00 أبرز المفكر المغربي محمد سبيلا، أن شخصية محمد عابد الجابري يتداخل فيها الاخلاقي والعقلاني والنضال والسياسي، مشيرا إلى أن عقلانيته ذهبت إلى حد الرديكالية في التحليل، "وهذا الفكر أدى به إلى اعتبار الاختيارات الاخلاقية صارمة، وأوامر قطعية اتجاه الذات واتجاه الاخر، بالمعنى الكانطي.
وأضاف سبيلا خلال ندوة حملت عنون "الجابري السياسي"، نظمتها مؤسسة محمد عابد الجابري للفكر والثقافة، اليوم الجمعة 7 يوليوز الجاري، "أن فكره كان مرادفا للعقلانية، حيث أنه استخدم العقل بمدلوله الأخلاقي".
وفي ذات السياق تابع سبيلا، هزيمة 1967 وحدوث الثورة في ايران وصعود الاسلام السياسي وسقوط ما يسمى بالخلافة الاسلامية، بينت للجابري أن الاختيار السياسي سيظل سطحيا مالم تتم تغذيته بالنقد والفكر، مستنتجا أن إغفال القاعدة الفكرية يقود إلى الارتداد.
ووقف سبيلا عند الأمور التي فسر بها الجابري تخلف المجتمعات العربية، قائلا: "السبب العام ليس هو التخلف الاقتصادي، بل تلك الصورة الوهمية التي كونتها المجتمعات العربية عن نفسها وتمجيدها لذاتها، وهو ما أدى ببعض التيارات إلى مقاطعة التراث، بينما الجابري أكد أن الحداثة لا تأتي من الخارج، بل عن طريق نقد الامة لنفسها،" مبرزا أن الجابري دائما ما كان يعتبر المصدر العميق للهزائم هو التخلف الفكري.
وفي هذا السياق أورد سبيلا: أن الجابري بدأ في الفحص النقدي للألية التي تنتج التراث أي العقل، اللاوعي المعرفي الثقافة المكونة للمجتمع وللمعنى الاصلي للمفهوم. مشيرا إلى أن الجابري اعتبر الفكر العقلاني ارقى النظام، وبخس من التصوف، "لأنه يمثل الحدس ولأنه ينهل من أفكار افلاطونية وأفسد كل النظم المعرفية الأخرى".