20 يونيو, 2017 - 02:16:00 يحتفل العالم كل 20 يونيو باليوم العالمي للاجئين. هذه السنة تخيم وضعية العائلات السورية المحتجزة على الحدود بين المغرب والجزائر على هاته المناسبة. موقع "لكم"، استقى شهادة أحد السوريين العالقين على الحدود منذ 65 يوما. أيمن أبو أياد، سوري فار من ويلات الحرب ببلاده لم يكن يتوقع أن يتم استقباله بهذه الطريقة ببلاد المغرب الكبير. بعد أن هرب من حروب ليبيا توجه هو و40 من السوريين نحو المغرب عبر البر، لكن شاءت الحدود والخنادق أن تقف حاجزا أمام وصولهم للمملكة الشريفة. وبعد أكثر من شهرين من العيش في الصحراء الشرقية في نواحي فجيج المغربية، لم يعد هاجس أبو عياد إيجاد المأكل والمشرب بل فقط المقاومة من أجل البقاء على قيد الحياة في طبيعة قاسية وقاهرة. عدد العالقين على الحدود يصل اليوم الى 28 شخصا يتكونون من 8 نساء و12 طفلا تتراوح أعمارهم بين سنتين و15 سنة. "كيف يمكن أن يكون حالنا ونحن هنا في الصحاري منذ شهرين؟ "يتساءل أبو أياد في اتصال هاتفي مع موقع "لكم"، ويجيب: "إنها مأساة إنسانية". رغم وضعهم المأساوي، مازالت سلطات الدولتين تتلكأ في تقديم الحماية الدولية لهؤلاء طالبي اللجوء كما هو مفترض من اتفاقية جنيف للاجئين. يصف أبو أياد وضعهم بحنق وغضب وألم: "نشرب من ماء نهر عكر بالضفادع والأسماك. وبالنسبة للأكل، لا أحد يقدم لنا المعونة. نقوم بإرسال أشخاص لشراء بعض المؤونة من المغرب. يعاني الصغار كما الكبار من أمراض جلدية والجربة وأمراض تنفسية. أكبر خطر علينا هو لسعات العقارب. إنه الجحيم، إنه الموت البطيء". وبالرغم هاته الظروف المأساوية وتواجد أطفال وشيوخ ونساء، مازالت سلطات الرباطوالجزائر تفضل سياسة انتظارية. وبالرغم من صدور الكثير من التصريحات من الجانبين المغربي والجزائري للتكفل بهؤلاء اللاجئين لم يترجم ذلك بإجراءات ميدانية. فبعد أن تم استقبال عدد من السوريين من طرف الجزائر توقفت العملية منذ أسابيع، بقول أبو أياد: "اتصلت بنا أمس المفوضية السامية للاجئين بالجزائر والمغرب وقد أعلنوا لنا مجددا أنهم بصدد إيجاد حل. نتمنى ذلك، لكن صراحة فقدنا الأمل". وضعية اللاجئين السوريين المتواجدين بالمغرب عموما هي غامضة. السلطات المغربية تردد في كل مرة أنها تخصص لهم "تعاملا خاصا" ولكن على الأرض، هؤلاء طالبي اللجوء يعيشون هشاشة في الحماية القانونية والاجتماعية. حوالي 3500 منهم مسجل لدى مفوضية اللاجئين بالرباط ووجدة ولا يتوفرون على أوراق الإقامة التي قد تسمح لهم بالولوج الرسمي لخدمات الصحة والتعليم. للتذكير، يصل عدد اللاجئين وطالبي اللجوء بالمغرب إلى 7042 شخصا. يمثل السوريون نصف هذا العدد ويأتي اليمنيين في الرتبة الثانية (297) ثم اللاجئين من كوت الديفوار (296)، وإفريقيا الوسطى (198)، وجمهورية الكونغو الديمقراطية (175)، والعراق (147)، والكامرون (67)، وفلسطين (58)، وغينيا (30) وأخيرا مالي (15).