29 نوفمبر, 2016 - 10:17:00 فاطمة آيت صالح، مرشدة دينية في المغرب، تابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، تلقي دروسا دينية للنساء والفتيات، وتساعدهن على حفظ القرآن، إضافة إلى تنظيم أنشطة للأطفال والكبار، وزيارة دور العجزة والأيتام، فضلا عن أنشطة أخرى كثيرة. فاطمة واحدة من بين مئات المرشدات الدينيات في المملكة المغربية يقمن بأعمال وعظ وإرشاد ديني، ويمتلكن، يوميا وعلى مدار السنة، برنامجا مكثقا ومتنوعا يمتد حتى محو الأمية عبر تعليم القراءة والكتابة. في العاصمة الرباط، وتحديدا في حي العكاري الشعبي، تعمل فاطمة في مسجد "مكة" على توعية النساء والفتيات دينيا والإجابة عن أسئلتهن. طفل لا يتجاوز عمره 3 سنوات يرافق أمه خلال حصة تعليمية لفاطمة، يجلس حينا، ويتحرك حينا آخر. ونساء من مختلف الأعمار من حي العكاري وأحياء مجاورة يستمعن لدرس فاطمة، التي تحاول تقريب الدين منهن بطريقة سهلة وربطه بالواقع. يوم المرشدة الدينية في المغرب، كما تقول فاطمة للأناضول، "يكون حافلا، لا سيما في ظل تعدد الخطابات الدينية والفضائيات والمصادر"، التي يستقي منها المسلمون أمور دينهم. وقبل إلقائها الدرس الديني تعمل فاطمة على تحفيظ نساء آيات من القرآن، بعدما تشرح لهن معاني بعض الآيات. ولا ينتهي اليوم عند هذا الحد، فكما تضيف فاطمة، "يمتد العمل إلى السهر على حسن سير برامج محو الأمية، المنتشرة في المساجد، حيث أضطلع بمهمة تسهيل عملية الدروس ومواكبة (متابعة) المدرسين والدارسين، فضلا عن تنظيم أنشطة، منها مسابقات حفظ القرآن للأطفال والكبار، وأنشطة أخرى للنساء والفتيات تحمل طابعا اجتماعيا". برنامج الأسبوع لدى المرشدات الدينيات لا يتعلق فقط بالمساجد، بل يمتد إلى دور الأيتام والعجزة والمدارس. عزيزة مالك، مرشدة دينية في مدينة سلا، بمحاذاة العاصمة، تقول للأناضول: "برنامجي الأسبوعي متنوع، حيث أزور مساجدا ودورا للأيتام والعجزة ومدارس". وتمضي قائلة: "أقدم بعض الدروس في دور العجزة لصالح المسنين، خصوصا أنهم بحاجة إلى مواكبة نفسية وحصص تعليمية من دروس وعبر، فضلا عن تحفيظهم السور القصيرة من القرآن الكريم". ويمتد عمل المرشدات الدينيات، وفقا لعزيزة، إلى "المؤسسات التعليمية لتقديم دروس دينية، حسب المناسبات خلال الموسم (العام) الدراسي، بهدف التشجيع على العمل وبذل الجهد والتفاني". و"خلال شهر رمضان تشرح المرشدات فضائل الصيام، وقبل وأثناء الامتحانات نركز على كيفية استعداد الطلاب وضرورة بذل جهود كبيرة، في حين نركز في مناسبات أخرى على موضوعات مرتبطة بالأخلاق عامة". وتستهدف المرشدات، بحسب عزيزة، الأطفال حيث "يتم تنظيم حلقات لتحفيظ القرآن، فضلا عن سرد قصص الأنبياء، وأنشطة أخرى لتطوير شخصيتهم". أما في المساجد، بحسب المرشدة الدينية، "فتلقي المرشدات دروسا تهتم بالوعظ والإرشاد والفقه وقواعد التجويد، وتحفيظ القرآن الكريم". ولا تبدأ المرشدات هذه المهمة إلا بعد الدراسة في معهد محمد السادس لتكوين (تأهيل) المرشدين والمرشدات (حكومي يعنى بتكوين الأئمة المغاربة والأجانب)، والذي يضع شروطا لقبول من يرغبون الالتحاق به، ومنها حفظ نصف القرآن. وبقدر ما ارتبط الخطاب الديني بالرجال بقدر ما كسرت المرشدات في المغرب هذه القاعدة، واستطعن عبر الوعظ والإرشاد أن يساعدن أطفالا وشبابا ونساء ورجالا وأيتاما وأفرادا آخرين في أوضاع صعبة. أمنة الراضي (64 سنة) ربت أبناءها الثمانية حتى كونوا أسرا وحصلوا على مورد رزقهم، ثم حققت حلما راودها لعشرات السنين. فقد تعلمت القراءة لترتبط بالقرآن، بفضل مرشدة الحي، التي ساعدتها في تعلم أبجديات القراءة، عبر دروس محو الأمية، لتحيى أمنة من جديد، بعدما استطاعت أن تحمل كتاب الله بين يديها وتقرأ آياته.