زار الأمير مولاي رشيد المركز الإعلامي لمهرجان مراكش الدولي للفيلم أمس الخميس. الزيارة لم تكن مفاجئة، إذ جرت العادة أن يقوم الأمير باعتباره رئيس مؤسسة مهرجان مراكش زيارة قصر المؤتمرات أيام المهرجان ثم القيام بجولة في المركز الإعلامي. تمت الزيارة الساعة الخامسة ظهرا وكان الصحافيون الذين يحبون السينما في قاعة الوزراء لمتابعة فيلم من أفلام المسابقة الرسمية، طبيعي أن يكون الصحافيون الذين يحترمون المهرجان والسينما في القاعة لا في المركز الإعلامي. تمنيت لو التقيت الأمير مولاي رشيد، كنت أخبرته برأيي في هذا المهرجان الدولي الكبير. طبعا يبقى هذا مجرد رأي شخصي من خلال مواكباتي لدورات المهرجان العشر. هذا لا يمنع أن يتم إيصال رأيي بطريقة أخرى (الكتابة). لا أحد ينكر التحول الكبير الذي شهده المهرجان منذ وصول الأمير إلى رئاسة مؤسسة مهرجان مراكش للفيلم، قلت الهيمنة الفرنسية والاحتقار الفرنسي للمغاربة الذي ساد في الدورات الأولى، لم يعد مهرجانا للبوبيل ولقضاء أسبوع سياحي بالنسبة لغالبية المدعويين، تغيرت البرمجة وأصبحت مختلفة، رغم هذه الأمور الإيجابية، مازالت للمهرجان نواقص كثيرة. لا بد من الحسم في مسألة أساسية تتعلق برؤوس المهرجان الخمس. لا بد من تمتيع فيصل لعرايشي ونور الدين الصايل (نائبا رئيس مؤسسة المهرجان) بمسؤوليات أكثر، هما شخصان مهمان للمهرجان. لعرايشي بقدراته التنظيمية وعلاقاته الكثيرة والصايل لأنه الشخص الوحيد في مهرجان مراكش الخبير بخبايا المهرجانات والشخص القادر على إنتاج أفكار في السينما وغيرها، تعرض هادين المسؤولين لهجومات كثيرة حتى من مسؤولين آخرين في المهرجان، استعملت أحيانا أساليب دنيئة لإبعادهما وللقضاء عليهما، وسيأتي يوم لتفصيل هذه الأساليب، كما أن الفرنسيين لا يقيمون احتراما لهما، تجدهما يقاطعانهما تارة ويتخاصمان معهما تارة أخرى. يجب أن يصبح العرايشي والصايل نائبين للرئيس بمسؤوليات كبيرة وواضحة. جليل لعكيلي، الكاتب العام للمهرجان، أساسي في هذا المهرجان، إنه يمثل المستقبل، مستقبل المهرجان ويمكن أن يلعب دورا أكبر مما يلعبه حاليا لو ركز في تنسيقه مع المغاربة وعمل على إشراك الجميع في العمل بما فيه مصلحة المهرجان. جليل يملك من الإمكانيات ما يجعله يقوم بأكثر مما يقوم به حاليا. إذا ما أوقفت الحروب الصغيرة التافهة التي يتعرض لها هؤلاء الرؤوس المغاربة (نور الدين الصايل وفيصل لعرايشي وجليل لعكيلي) سيتوفر المهرجان على فريق جيد يقود المهرجان إلى العالمية. بقيت مديرة المهرجان ميليتا توسكان دوبلانتيي والمدير الفني للمهرجان برونو بارد، الأولى تقوم بعملها بشكل جيد، لكن لا يجب أن تستمر على إدارة المهرجان، يمكن أن تصبح مستشارة لفيصل لعرايشي مكلفة بلجنة التحكيم وبالشخصيات المكرمة، أما برونو بارد فعليه أن يتوقف على استغلال المهرجان من خلال برمجة أفلام يسوقها في فرنسا وأوربا ويبرمجها في مهرجان مراكش، يمكن أن يكون فعالا لو أصبح مكلفا بمهمة البرمجة تحت إمرة نور الدين الصايل، سيقوم بعمل جيد. كما أن على المغاربة، وهنا دور جليل لعكيلي، تقليص خدمات "بيبليك سيستام" الفرنسية التي يشرف عليها برونو بارد. يمكن للمغاربة أن يقوموا بعمل كثير ويمكن لجليل أن يطور أداء خدمات كثيرة في المهرجان لو أسندت إلى المغاربة الذين يتعلمون سنة بعد سنة. يمكن لفريق الأمير مولاي رشيد الثلاثي (الصايل ولعرايشي ولعكيلي) أن يزيل نهائيا الفرنسيين من مسؤوليات المهرجان، آنذاك يصبح لهؤلاء الفرنسيين مهام محددة المهرجان في حاجة إليها. هذا لا يعني موقفا من فرنسا، هناك مهام يجيدونها والمهرجان يؤدي لهم الأموال للقيام بها. على الفرنسيين أن يحترموا المغاربة قليلا، ففي التفاصيل اليومية يظهر عدم الاحترام هذا... طيلة دورات المهرجان لم أر يوما مسؤولي "بيبليك سيستام" يشربون قهوة أو كأس أو يتجاذبون أطراف الحديث مع منظمين مغاربة، وهو ما يعكس العلاقة المتوترة بين المغاربة والفرنسيين. قرارات جريئة في الدورات المقبلة قادرة على تطوير مهرجان كبير وأساسي مثل مهرجان مراكش الذي يحتاجه المغرب كثيرا. هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.