بشكل مباغت، حل الأمير مولاي رشيد رئيس مؤسسة المهرجان السينمائي الدولي لمراكش، مساء أول أمس الإثنين بقصر المؤتمرات للإطلاع على سير عمل اللجنة المنظمة للدورة التاسعة من المهرجان السينمائي. وأكدت مصادر مطلعة أنه لم يتم إعلام اللجنة المنظمة، إلا بعد اقتراب موعد زيارة الأمير بخمس عشرة دقيقة فقط، ووجد في استقباله كلا من ميليطا توسكان دوبلانتي مديرة المهرجان والرئيس المنتدب للمهرجان فيصل العرايشي والرئيس المنتدب نور الدين الصايل والكاتب العام للمهرجان السينمائي جليل العكيلي. وشملت الزيارة كل مرافق مقر اللجنة المنظمة للزيارة، وحرص الأمير مولاي رشيد على الاطلاع على كل الأقسام، واستفسر الأمير عن كل التفاصيل المتعلقة بنسخة هذه السنة. وأكد المصدر أن الأمير بعدما ثمن عمل اللجنة المنظمة وطالبها بمزيد من العمل، طرح سؤالا حول عدد الضيوف الذين حضروا هذه السنة، ودخل في تفاصيل الصحافة الحاضرة خلال هذه النسخة، بما في ذلك عدد الصحفيين الأجانب والعرب المتواجدين في مهرجان مراكش. كما دقق الأمير في عمل أغلب أعضاء اللجنة المنظمة للمهرجان. بما فيها خلايا الصحافة والكتابة العامة للمهرجان التي يشرف عليها جليل العكيلي، بمساعدة نادية الحنصالي. وكان الأمير مولاي رشيد قد خص الصحفيين والفنانين والضيوف العرب والأجانب بحفل عشاء على شرف الحاضرين، وهو الحفل الذي حضرته العديد من الشخصيات المنتمية لعالم السينما والأغنية والسياسة والإعلام. من جهة أخرى، وجب التذكير بأن الأمير مولاي رشيد سبق وأن قام بزيارة مفاجئة للجنة المنظمة للدورة الثامنة للمهرجان السينمائي، واطلع على كل تفاصيل المهرجان. بالإضافة إلى أهمية زيارة الأمير مولاي رشيد لمقر المهرجان، شهد اليوم الرابع عرض فيلم «إقبض علي إن استطعت» الذي قام ببطولته النجم السينمائي ليوناردو ديكابريو، بجامع الفنا، بحضور الممثل الهوليودي الكبير والكن كريستوفر، الذي كرم مساء السبت الماضي، وقدم الأخير الذي وصفه مقدم الحفل بملك أمريكا في كلمة مقتضبة التحية لجمهور جامع الفنا الذين حجوا لمتابعة هذا الفيلم السينمائي الشهير. وتحكي قصة الفيلم عن مغامرة خاصة في النصب والاحتيال وقعت في سنوات الستينات، بطلها فرونك أبانيال، الابن الذي لا يتجاوز عمره التاسعة عشر، وهو شاب وسيم بارع في النصب والمكر والتزوير، تقلد العديد من المناصب، فهو طبيب محتال أو ربان مزور، وفي حالة أخرى يلبس عباءة الأستاذ الجامعي النصاب، وفي حالات أخرى يلعب الشاب الجميل دور العاشق الولهان الذي سرعان ما يختفي مع كل أزمة، ولتبدأ المطاردة من طرف الشرطة الدولية. الفيلم يعد تجربة متميزة للمخرج العالمي ستيفن سبيلبرغ. وشهد هذا اليوم تكريم المخرج الكبير أمير كوستاريتشا تتويجا لمساره السينمائي الطويل. في هذا التكريم أثنى كوستاريتشا على هذه الاستضافة التي خصها به مهرجان مراكش، وشكر أمير مديرة المهرجان ميليطا على اختياره للتكريم. وشكرها بلغة مازحة على الوصف واللباس الذي يتناسب مع سنه. ودعا المخرج الثقافة العربية إلى إيلاء المزيد من الاهتمام للسينما، لأن اسمه عربي، في إشارة إلى لقب «أمير». وكانت أكثر لحظات التكريم تلك التي برز فيها أمير يعانق اللاعب الدولي مارادونا، إذ عم صمت رهيب، قبل أن تهتز القاعة التي كانت تضم جنسيات مختلفة، إعلانا عن الحب الكبير للأسطورة ولأمير الذي كرم في عاصمة النخيل في هذه التظاهرة السينمائية العالمية. وقبل ذلك، نظمت بقصر المؤتمرات ندوة للمخرج الكبير أمير كوستاريتشا، ندوة تميزت بحضور لافت لوسائل الإعلام الدولية والعربية والمغربية التي حلت بكثافة للإنصات لتجربة سينمائية فريدة. وفي هذه الندوة ذكر المخرج أنه من المنتظر أن يصور عملا سينمائيا جديدا مع النجم العالمي جوني ديب، إلا أن انشغال الأخير بعمل آخر أجل هذا العمل. وفي انتظار ذلك، قال المخرج إنه منشغل بعمل سينمائي بمدينة غزة الفلسطينية. وفي رده على سؤال حول تقييمه للسينما المغربية، ذكر أمير كوستاريتشا أنه من الصعب المقارنة بين السينما المغربية وأية سينما أخرى، عل اعتبار أن أسلوب أي سينما مرتبط بالعديد من المعطيات السياسية والإجتماعية والاقتصادية. واعتبر من جهة أخرى أن جمعه بين الإخراج والموسيقى مرده إلى تقارب التعبير الموسيقي والسينمائي. وكان أمير كوستاريتشا قد حضر في الدورة الأخيرة من مهرجان «موازين إيقاعات العالم» بصفته مغنيا. وجدير بالإشارة إلى أن أمير كوستاريتشا قد أخرج العديد من الأفلام الناجحة، من بينها فيلم «حلم ماردونا» و«مقهى تيتانيك» و«أبي في رحلة عمل» و«قط أسود قط أبيض» و«تحت الأرض» و«الحياة معجزة»...